والدة الضحية نبيل صفية: "نرى المجرمين ونعرفهم"
لا تزال بلدة كفر ياسيف تعيش حالة من الصدمة والغضب بعد مقتل الفتى نبيل أشرف صفية (15 عاماً) بالرصاص، وهي جريمة هزّت المجتمع العربي بأسره وأعادت ملف العنف إلى الواجهة بقوة.
المرحوم نبيل، تعرّض للإصابة أثناء مروره في الشارع مساء الأربعاء الماضي، ونُقل بحالة حرجة إلى مستشفى الجليل في نهاريا، لكن محاولات إنقاذ حياته باءت بالفشل. وتؤكد التحقيقات أنّ الضحية لم يكن هو المستهدف وأن إطلاق النار كان موجَّهاً لشخص آخر. هذه الفاجعة رفعت عدد ضحايا العنف في المجتمع العربي هذا العام إلى 235 قتيلاً، في مؤشر خطير يعكس اتساع رقعة فقدان الأمان.
احتجاجات وتضامن وغضب بالشارع لا يخفت
ولا تزال ردود الفعل تتواصل بقوة في كفر ياسيف؛ إذ خرج مئات من الأهالي وطلاب مدرسة يني الثانوية ونشطاء محليين في مسيرات احتجاجية غاضبة، رفعت شعارات تطالب بجمع السلاح ومحاسبة المجرمين، مؤكدين أنّ "أطفالنا ليسوا أهدافاً طائشة". المحتجون شددوا على أنّ ما حدث ليس "حادثاً عرضياً" بل نتيجة مباشرة لإهمال ممنهج يتراكم منذ سنوات. للمزيد: طلاب كفرياسيف يتظاهرون لوقف العنف: لا صمت بعد اليوم
والدة الضحية: "نرى المجرمين ونعرفهم"
وفي مقابلة لمراسلنا مبدا فرحات، أطلقت والدة نبيل صرخة مؤلمة، حمّلت فيها المسؤولية لمجموعة واسعة من المؤسسات، بدءاً من جهاز التعليم وصولاً إلى الشرطة. وقالت بنبرة يغلب عليها الألم والاحتجاج: "أرى الإهمال في كل المجالات… لا يوجد دعم كافٍ داخل المدارس، وساعات الاستشارة قليلة جداً. المدارس صارت تبحث عن العلامات فقط".
وتابعت مؤكدة أنّ الطلاب الضعفاء في التحصيل أو الشخصية هم الأكثر عرضة للانجراف للعنف: "الطلاب المتفوقون يحصلون على كل الاهتمام، أما الضعفاء فلا يلتفت إليهم أحد. هؤلاء هم الذين يحتاجون إلى دعم حقيقي قبل أن يقعوا في الخطر".
كما حمّلت الشرطة مسؤولية مباشرة عن تفاقم الظاهرة، قائلة: "نرى المجرمين ونعرفهم، ومع ذلك يعودون في اليوم التالي إلى الشارع. الدولة تخشى معاقبتهم، فتتركهم بيننا بلا رادع".
ولم تُغفل مسؤولية وزارة الرفاه والأهالي أنفسهم: "هناك تقصير في التربية أيضاً. لم نتعلم يوماً كيف نكون آباء وأمهات، يجب أن نعود إلى قيمنا ومبادئنا قبل أن نخسر أبناءنا".
زيارات وتعازٍ لا تهدئ الألم
ولا تزال وفود من مسؤولين ونشطاء تصل إلى بيت العائلة لتقديم التعازي، من بينهم رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان، الذي قال إن حزبه سيعمل على "ضرب الجريمة والمجرمين بكل قوة". لكن كثيرين في البلدة يتساءلون: هل تكفي الوعود أمام واقع دموي يتكرر يومياً؟
صوت والدة نبيل — المكسور لكنه صلب في مطالبه — يلخص المأساة كلها: "نريد حماية، نريد عدالة، نريد أن يعود أولادنا بسلام إلى بيوتنا".
المزيد في هذا السياق:





