هل يؤثّر شاي الماتشا على امتصاص الحديد في الجسم؟ وماذا عن البديل الياباني الجديد Hōjicha؟

رغم فوائده العديدة، كشفت دراسات حديثة أنّ الماتشا يحتوي على تركيز مرتفع من مركّبات "التانينز"، وهي فئة من مضادات الأكسدة التي قد تعيق امتصاص الحديد، خاصّةً الحديد النباتي (non-heme) الموجود في الخضراوات والبقوليات والحبوب، عند تناوله مع الطعام أو بعده مباشرةً

1 عرض المعرض
شاي الماتشا
شاي الماتشا
شاي الماتشا
(.)
تتردّد في الأوساط الصحّية ومواقع التغذية تساؤلات متكرّرة حول تأثير شاي الماتشا على امتصاص الحديد في الجسم، خاصةً في ظلّ انتشاره الواسع كمشروب صحّي. أشارت ادّعاءات إلى أنّ تناول الماتشا، خصوصًا بعد وجبة غنيّة بالحديد، قد يُضعف قدرة الجسم على امتصاص هذا المعدن الحيوي، ما قد يؤدّي في بعض الحالات إلى فقر الدم. في ضوء ذلك، توصي جهات صحّية وخبراء تغذية باستهلاك الماتشا على معدة فارغة أو بعد تناول الطعام بساعتين على الأقلّ، والاكتفاء بكوب واحد يوميًا.
ماذا عن البديل الياباني الجديد Hōjicha؟
كيف الحال مع رجاء كناعنة
05:59
ما هو الماتشا؟ هو شاي ياباني يتميّز بلونه الأخضر وبتركيبته الغنيّة بمضادات الأكسدة. يحتوي على مزيج فريد من الكافيين ومركّب الـ L-theanine ، المعروف بتأثيره المهدّئ والمستقرّ على طاقة الجسم. يُحضّر الماتشا من أوراق شاي نُميَت في الظلّ، ثم جُفّفت وطُحِنت إلى مسحوق ناعم يُخفق في ماء ساخن للحصول على المشروب.
ورغم فوائده العديدة، كشفت دراسات حديثة أنّ الماتشا يحتوي على تركيز مرتفع من مركّبات "التانينز"، وهي فئة من مضادات الأكسدة التي قد تعيق امتصاص الحديد، خاصّةً الحديد النباتي (non-heme) الموجود في الخضراوات والبقوليات والحبوب، عند تناوله مع الطعام أو بعده مباشرةً. وتشير مصادر طبّية إلى أنّ شرب الشاي الأخضر مع وجبة غنيّة بالحديد قد يؤدّي إلى خفض امتصاصه بنسبة تصل إلى 90%، ويُعتقد أن تأثير الماتشا قد يكون أقوى نظرًا لتركيزه العالي من هذه المركّبات.
هذا ما أكّدته الصيدلانية نسرين أبو شقرة بركات في حديثها لراديو النّاس، موضحةً أنّ مركّب "التانينز"، رغم كونه مضادًا فعّالًا للأكسدة وله خصائص مقاومة للسرطان، إلا أنّ تفاعله مع الحديد داخل الجسم قد يحدّ من امتصاصه، ما ينعكس على المدى الطويل بأعراض مثل التعب، الدوخة، الصداع وضيق التنفس، خصوصًا لدى من يتّبعون نظامًا غذائيًّا منخفض الحديد.
في المقابل، شدّدت بركات على الفوائد المتعدّدة الماتشا، مشيرةً إلى أنّه يُعزّز النشاط الجسدي تدريجيًا وبثبات، بعكس القهوة التي تسبّب ارتفاعًا سريعًا في الطاقة يعقبه انخفاض حادّ. كما أشارت إلى دوره في خفض الكوليسترول، دعم المناعة، تحسين صحّة الأمعاء وحتى خفض الوزن، لاحتوائه على مركّب EGCG الذي يعزّز أكسدة الدهون وحرقها. وأكّدت بركات أهمّية عدم الإفراط في تناوله، والحرص على إبقائه بعيدًا زمنيًا عن الوجبات، إضافةً إلى ضرورة شرائه من مصادر موثوقة لتجنّب المنتجات المغشوشة في السوق.
وبينما يواصل الماتشا انتشاره على منصّات التواصل كرمز للصحّة والحيويّة، يبدو أنّ منتج ياباني جديد بدأ يشقّ طريقه كمنافس لا يقلّ فائدة. فماذا نعرف عن شاي هوجيتشا (Hōjicha)؟ يتميّز الهوجيتشا بطريقة تحضيره الفريدة، إذ تُحمّص أوراقه على درجات حرارة عالية بدلاً من تعريضها للبخار كما هو الحال مع الماتشا، ما يُقلّل نسبة الكافيين ويُخفّض من تركيز المركّبات القابضة مثل الكاتيكين، فيصبح أكثر لطفًا على المعدة وأقلّ تحفيزًا للجهاز العصبي. ويُطرح الهوجيتشا كخيار مثالي للأشخاص الذين يعانون من الأرق أو يتحسّسون من الكافيين المرتفع، أو لمن يبحثون عن مشروب دافئ في ساعات المساء دون أن يؤثّر على جودة النوم. كما أنه يناسب الأطفال وكبار السنّ نظرًا لانخفاض محتواه من الكافيين واعتدال نكهته.