تشهد السماء مساء اليوم ظاهرة فلكية نادرة تُعرف باسم "قمر القندس" (Beaver Moon)، حيث سيكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضوي، متزامنًا مع اكتماله في طور البدر، ليبدو أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد.
وفي حديثٍ خاص لراديو الناس، أوضح مرشد الفضاء نضال علي ناصر أن القمر يدور حول الأرض دورة كاملة كل 27 يومًا تقريبًا، إلا أن مساره ليس دائريًا تمامًا، بل بيضوي الشكل، وهو ما يجعل المسافة بين الأرض والقمر تتغير بين الحين والآخر. وقال:"عندما يكون القمر في أقرب نقطة من الأرض، ويتزامن ذلك مع اكتماله بدرًا، يظهر أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا، وهذه الحالة هي ما نسميه بالقمر العملاق، أو كما يُعرف هذا الشهر باسم قمر القندس".
نضال علي ناصر: سنشاهد الليلة أكبر قمر في العام دون الحاجة إلى تلسكوب
كيف الحال مع رجاء كناعنة
05:49
من أين جاءت تسمية "قمر القندس"؟
أشار ناصر إلى أن اسم "قمر القندس" يعود إلى السكان الأصليين في أميركا الشمالية (الهنود الحمر)، الذين كانوا يربطون مراحل القمر بمواسم الصيد والزراعة.
وقال:“في شهر نوفمبر، كان السكان الأصليون يبدأون بصيد القنادس وتجهيز مصائدها قبل تجمّد الأنهار، للاستفادة من جلودها ولحومها. ومن هنا جاء الاسم".
وأضاف أن هناك تسميات أخرى لهذا القمر في ثقافات متعددة، مثل "قمر البرد الأول" أو "قمر الليالي الطوال"، وهي مرتبطة ببدء فصل الشتاء وبرودة الأجواء.
أفضل وقت للمشاهدة
وحول أفضل وقت لمشاهدة الظاهرة، قال ناصر إن الرؤية ستكون مميزة عند شروق القمر بعد غروب الشمس، أي قرابة الساعة الخامسة مساءً، موضحًا أن القمر يبدو أكبر حجمًا عندما يكون قريبًا من الأفق بسبب ما يُعرف بـ"خداع الأفق".
وأضاف:"يفضَّل أن يكون الرصد من مكان مفتوح وبعيد عن أضواء المدن، فالقمر سيبدو أكثر سطوعًا وجمالًا، ويمكن رؤيته بالعين المجردة دون الحاجة إلى تلسكوب".
وأشار إلى أن القمر سيُرى قريبًا من نجم “الدبران” البرتقالي اللامع، وهو أحد ألمع النجوم في السماء، قائلاً:"نجم الدبران سيكون كأنه يسير بجانب القمر، وهو مشهد فلكي جميل يمكن ملاحظته بسهولة هذه الليلة".
رسالة تربوية من السماء
وفي ختام حديثه، كشف مرشد الفضاء نضال علي ناصر أنه سينظّم الليلة فعالية رصد فلكي مع طلاب مدرسة البيادر في كفركنا لمتابعة الظاهرة، قائلاً:"نريد أن نزرع في طلابنا حبّ المعرفة، ونوجّه رسالة لمجتمعنا العربي بأننا رغم الظروف الصعبة ما زلنا نملك طاقات من الأمل، وأن النظر إلى السماء يذكّرنا دومًا بأن هناك ما يستحق التأمل والإعجاب".
ظاهرة تتكرّر وتُلهم
يُذكر أن ظاهرة القمر العملاق تتكرر من ثلاث إلى أربع مرات سنويًا، لكن “قمر القندس” تحديدًا في نوفمبر يُعدّ آخرها وأكبرها في العام، ما يجعلها فرصة نادرة لعشاق الفلك والمصورين لمتابعة مشهدٍ طبيعي يأسر الأبصار ويجمع بين الجمال والعلم.


