قتل الشاب أمين عادل جمال اغباريه في الأربعينيات من العمر اثر اطلاق نار على سيارة في مدينة كفر قرع مساء اليوم السبت، ليرتفع عدد ضحايا العنف والجريمة في المجتمع العربي منذ بداية العام الى 213 قتيلا، وفقا لاحصائيات "مبادرات ابراهيم، فيما أظهر تقرير مركز أمان – المركز العربي للمجتمع الآمن، تسجيل 228 ضحية، وهو العدد الأعلى في المجتمع العربي منذ بدء التوثيق.
3 عرض المعرض


ضحية جريمة القتل في كفرقرع هو الشاب أمين عادل جمال اغباريه
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
وأفادت الشرطة في بيانها أن عناصر مركز شرطة عيرون باشروا التحقيق في حادث إطلاق نار وقع في بلدة كفر قرع، استهدف شخصًا داخل مركبة، في حين لم تتضح بعد خلفية الحادث وتفاصيله. وبحسب المصادر الطبية، فقد نُقل المصاب بحالة حرجة إلى مستشفى هلل يافه لتلقي العلاج. ولاحقا أعلن عن وفاته متأثرا باصابته.
وأشار المتحدث باسم الشرطة إلى أن خلفية الحادث ما زالت قيد الفحص، والتحقيقات متواصلة.
بيان الاسعاف
وجاء في بيان صادر عن نجمة داوود الحمراء أنه تلقّى مركز الطوارئ التابع لنجمة داوود الحمراء في منطقة شارون بلاغًا عن مصاب في حادث عنف في بلدة كفر قرع. حيث قدّم المسعفون والمضمدون من طواقم نجمة داوود الحمراء علاجًا طبيًا أوليًا لرجل يبلغ نحو 40 عامًا أصيب بجراح نافذة خطيرة للغاية، وتم نقله إلى مستشفى هلل يافه وهو في حالة حرجة، أثناء محاولات إنعاش مكثفة.
وقال حاييم مئير ألغاربلي، مسعف كبير في وحدة الدراجات النارية التابعة لنجمة داوود الحمراء:"كان في المكان ازدحام شديد، ورأينا رجلاً في الأربعين من عمره ممددًا على الأرض، فاقدًا للوعي ودون نبض أو تنفّس، مع إصابات نافذة خطيرة في جسده.قدّمنا له علاجًا طبيًا لإنقاذ حياته، تخلّل إجراءات إنعاش مطوّلة ومكثّفة، ثم قمنا بنقله إلى المستشفى بينما كنا نقاتل من أجل إنقاذ حياته."
تصاعد غير مسبوق في الجريمة داخل المجتمع العربي: 227 ضحية حتى نهاية أكتوبر 2025 – الأعلى تاريخيًا وفق تقرير مركز "أمان"
أصدر مركز أمان – المركز العربي للمجتمع الآمن، تقريره الدوري حول ضحايا العنف والجريمة في المجتمع العربي في إسرائيل، والذي يغطي الفترة من بداية عام 2025 حتى نهاية شهر أكتوبر، كاشفًا عن تصاعد مستمر وخطير في معدلات الجريمة للعام الثالث على التوالي، مع تسجيل 227 ضحية، وهو العدد الأعلى منذ بدء التوثيق.
أرقام قياسية غير مسبوقة
ووفقًا للمعطيات، فقد بلغ عدد الضحايا حتى نهاية أكتوبر 227، من بينهم 208 رجال (91.6%) و19 امرأة (8.4%)، مقارنة بـ108 ضحايا في عام 2021، و91 في 2022، و211 في 2023، و210 في 2024.
وسجّل شهر أكتوبر وحده 32 ضحية، بمعدل ضحية واحدة كل أقل من 24 ساعة، وهو الرقم الشهري الأعلى في تاريخ الجريمة بالمجتمع العربي.
ملامح الظاهرة
أشار التقرير إلى أن 66% من الجرائم كانت ذات خلفية جنائية، في حين بلغت نسبة استخدام السلاح الناري نحو 87% من إجمالي حالات القتل، ما يؤكد استمرار انتشار السلاح غير المرخص وغياب الردع الفعّال.
وبيّن أن 55% من الضحايا تتراوح أعمارهم بين 25 و39 عامًا، ما يعني أن الفئة الشابة هي الأكثر تضررًا من هذه الظاهرة.
جغرافيًا، تصدّرت منطقة الشمال المشهد بنسبة 48.5% من الجرائم، تليها منطقة المركز بنسبة 31.2%، ثم النقب بنسبة 15%.
إخفاق حكومي وتقصير مؤسسي
شدّد التقرير على أن الأرقام تشكّل إدانة واضحة للحكومة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية، وعلى رأسها وزارة الأمن القومي والشرطة، نتيجة فشلها في أداء واجبها بحماية المواطنين العرب، واستمرارها في سياسات التراخي والتهميش التي سمحت لمنظمات الإجرام بالتمدد.
وأشار إلى أن معطيات "أمان" تشمل كذلك الضحايا العرب الفلسطينيين في القدس ومناطق الـ67 الذين قُتلوا داخل الخط الأخضر، إلى جانب حالتين ليهود قُتلا بالخطأ خلال نزاعات مسلحة بين مجموعات عربية، مما يجعل التقرير الأكثر شمولية مقارنة بغيره من التقارير الرسمية.
توصيات عملية لمواجهة الأزمة
اختتم مركز أمان تقريره بجملة من التوصيات أبرزها:
تأسيس لجان حراسة محلية منظّمة على غرار كفر قاسم وكفر مندا، بإشراف السلطات المحلية وبالتنسيق مع الشرطة ضمن إطار قانوني لتعزيز الأمن والردع.
تفعيل دور المدارس كشريك أساسي في الوقاية من العنف من خلال لجان صلح طلابية وبرامج تربوية تعزّز ثقافة التسامح والمسؤولية.
إقامة برامج لدمج الشباب خارج الأطر التعليمية والمهنية، بما يوفّر لهم فرص تدريب وتشغيل تسهم في الحد من انخراطهم في دوائر العنف.
وضع خطة حكومية شاملة وملزمة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وضمان مشاركة فاعلة للعرب في مواقع صنع القرار.
إنشاء مراكز تجسير وسِلم أهلي تعمل على حل النزاعات مبكرًا وترسيخ ثقافة الحوار، مستلهمة تجربة مدينة عكا.
واختتم المركز بيانه بالتأكيد أن استمرار تصاعد العنف يعكس أزمة بنيوية في سياسات الدولة تجاه المواطنين العرب، داعيًا إلى تحرك وطني ومجتمعي منظم يعيد الأمان إلى بلداتنا وكرامة الحياة إلى مواطنيها.



