هل تشعرون بالاكتئاب في يوم ميلادكم؟ | إليكم الأسباب

لا يمكن إغفال أثر الضغوط الاجتماعية في تحفيز هذه الحالة، إذ قد يشعر البعض بأنّ الآخرين يتلقّون تهاني أكثر، أو يحتفلون بطريقة أجمل وأكثر دفئًا. وفي أحيان أخرى

1 عرض المعرض
اكتئاب يوم عيد الميلاد
اكتئاب يوم عيد الميلاد
اكتئاب يوم عيد الميلاد
(خاص)
رغم انّ أعياد الميلاد ترتبط غالبًا بمشاعر الفرح والرغبة في الاحتفال، حيث يحتفي الناس بوجودهم وبالمقرّبين إليهم، إلا أنّ بعضهم يعيش هذه المحطة السنوية كذكرى ثقيلة، تترافق مع مشاعر كآبة وحنين وقلق، أو حتى رغبة في العزلة. هذه الظاهرة تُعرف بما يُسَمّى "اكتئاب أعياد الميلاد" (Birthday Blues)، وهي حالة شائعة وحاضرة بوضوح في تجارب عدد كبير من الناس، وإن كانت لا تُصنّف كاضطراب نفسي رسمي في مراجع التشخيص.
ياسر بشير:الاكتئاب في يوم الميلاد قد لا يرتبط بذكريات سلبيّة بالضرورة
كيف الحال مع رجاء كناعنة
05:33
بحسب مصادر علميّة متخصّصة، غالبًا ما ترتبط الظاهرة بتجارب شخصيّة أو بصراعات داخلية تعود جذورُها أحيانًا إلى ذكريات سلبيّة من الطفولة، كأن يشعر الشخص بالإهمال، لا سيّما في أيّام ميلاده. وقد تتجلّى الظاهرة أيضًا على شكل أفكار نقديّة للذات، شعور بعدم الاستحقاق، أو قلق من التقدّم في العمر وما يرافقه من تساؤلات حول الإنجاز وتحقيق الذات، وربّما الخوف من الموت.
الحنين الى الماضي ولا يمكن إغفال أثر الضغوط الاجتماعية في تحفيز هذه الحالة، إذ قد يشعر البعض بأنّ الآخرين يتلقّون تهاني أكثر، أو يحتفلون بطريقة أجمل وأكثر دفئًا. وفي أحيان أخرى، يرتبط الحزن بالحنين إلى الماضي، أو بفقدان شخص عزيز كان جزءًا من هذه المناسبة. وفي هذا السياق، أكّد الطبيب والباحث في الصحة النفسية د. ياسر بشير، في حديثه إلى راديو الناس، وجود هذه الظاهرة، مشيرًا إلى انّها تُعرف علميًا باسم "اكتئاب الذكرى السنوية". ويشرح د. بشير أنّ أعياد الميلاد قد تُثير لدى البعض صراعات لا واعية تتعلّق بالخوف من التقدّم في العمر، أو القلق من الموت، أو الشعور بأنّ الوقت ينفد دون تحقيق الأهداف المرجوّة. "كلّما كبرنا سنة، نشعر بأنّ جزءًا من حياتنا انتهى، وما تبقّى منها يبدو غير مضمون"، يقول بشير.
ذكريات سلبية ويضيف، انّ الاكتئاب في يوم الميلاد قد لا يرتبط بذكريات سلبيّة بالضرورة، بل أحيانًا برغبة بالعودة إلى طفولة آمنة، خالية من المسؤوليات والضغوط. كما قد يشعر بعض الأشخاص بفجوة بين ذواتهم الحقيقية ونمط الحياة الذي يعيشونه، وهو شعور بأنّ الذات الحقيقية لا تنسجم مع الواقع، ما يجعل فكرة الاحتفال تبدو لهم بلا معنى. بكلمات أخرى، يتساءل الشخص داخليًا: "بِمَ أحتفل؟".
التعاطف مع الذات مع ذلك، يؤكّد د. بشير على ضرورة أن يترفّق الإنسان بنفسه، وأن يتقبّل ذاته ويحتفل بوجوده، ولو بصمت. كما توصي مجلّة Psychology Today باتّباع خطوات بسيطة وفعّالة، مثل التعبير عن المشاعر كتابةً، ممارسة التعاطف مع الذات، تخصيص وقت للراحة، أو مشاركة المشاعر مع شخص مقرّب. وفي الحالات التي تتكرّر فيها هذه المشاعر سنويًا، أو تؤثر سلبًا على جودة الحياة، قد تكون الاستشارة النفسية خطوة ضرورية لفهم جذور الظاهرة والتعامل معها بشكلٍ أعمق.
First published: 12:41, 13.07.25