من الصيف إلى الخريف: كيف يؤثر تبدّل الفصول على الصحة النفسية؟

الخطوة الأولى تكمن في تغيير النظرة إلى الخريف والشتاء؛ فالتعامل معهما كـ"عدو" يعزز مشاعر سلبية موروثة ثقافيًا عن هذه الفصول

1 عرض المعرض
أجواء خريفية
أجواء خريفية
أجواء خريفية
(Flash90)
مع تغيّر الفصول واقتراب فصل الخريف، يواجه العديد من الأشخاص تقلبات في المزاج والشعور بالخمول أو الكآبة. ويرى خبراء علم النفس أن هذه المرحلة الانتقالية ليست مجرد تبدّل في الطقس أو الملابس، بل تحمل في طياتها تغييرات بيولوجية ونفسية عميقة تؤثر على الجسم والنفس معًا.
سوزان عثمان: الخريف ليس عدوًا بل فرصة لإعادة التوازن الداخلي"
كيف الحال مع رجاء كناعنة
07:06
التحولات الموسمية وتأثيرها النفسي وضحت المعالجة النفسية سوزان عثمان لبرنامج كيف الحال، أن الانتقال من الصيف إلى الخريف، خاصة مع قِصر ساعات النهار وانخفاض مستوى الضوء الطبيعي، يؤدي إلى تراجع هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة والراحة النفسية. هذا الانخفاض قد يُحدث تقلبات مزاجية واضحة تتفاوت بين الأفراد. وتضيف أن التأثير لا يقتصر على فئة عمرية محددة؛ إذ يمكن أن ينعكس على الأطفال في صورة صعوبات في النوم، وعلى المراهقين في شكل عصبية مفرطة أو حساسية تجاه الضغوط، بينما يعاني البالغون من خمول وتراجع في الحافز اليومي، ويكون كبار السن أكثر عرضة للشعور بالكآبة والعزلة بسبب حساسيتهم العالية للتغيرات المناخية.
كيف نتعامل مع هذه المرحلة؟ تؤكد عثمان أن الخطوة الأولى تكمن في تغيير النظرة إلى الخريف والشتاء؛ فالتعامل معهما كـ"عدو" يعزز مشاعر سلبية موروثة ثقافيًا عن هذه الفصول. بدلاً من ذلك، ينبغي احتضان هذه الفترة كمرحلة طبيعية تحمل فرصًا للتوازن الداخلي. ومن بين النصائح العملية التي تساعد على تجاوز هذه المرحلة: - التعرض للضوء الطبيعي قدر الإمكان، حتى في الأيام الباردة، عبر فتح النوافذ أو المشي في الخارج. - ممارسة الرياضة اليومية ولو لمدة 20 دقيقة، لما لها من دور في تحسين إفراز الهرمونات المرتبطة بالمزاج. - الاهتمام بفيتامين (د) سواء عبر التعرض للشمس أو المكملات، لتعويض النقص الشائع في المنطقة. - المحافظة على روتين يومي منتظم يعزز الإحساس بالإنجاز ويقلل من الفوضى النفسية. - إدخال طقوس مريحة مثل الاستماع للموسيقى، شرب الشاي الدافئ، أو القيام بأنشطة تبعث على الدفء العاطفي والطمأنينة.
التوقعات يشير الخبراء إلى أن هذه المرحلة الانتقالية، رغم ما تحمله من تحديات نفسية، يمكن أن تتحول إلى فرصة لإعادة ترتيب التوازن الداخلي إذا جرى التعامل معها بإيجابية ووعي. ومع تبني استراتيجيات بسيطة للتكيف، يمكن تجاوزها بأمان ودون أن تترك آثارًا طويلة المدى على الصحة النفسية.