على خلفية الأزمة المتصاعدة حول قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية وتهديدات الكتل الحريدية بالانسحاب من الائتلاف أو الدفع نحو حلّ الكنيست، تزداد التكهنات حول احتمال الذهاب إلى انتخابات مبكرة، غير أن عدة خطوات قانونية وسياسية لا تزال تفصل إسرائيل عن هذا السيناريو.
خلافات داخل الائتلاف حول قانون التجنيد
في قلب الأزمة يقف رئيس لجنة الخارجية والأمن النائب يولي إدلشتاين، الذي يطالب بفرض عقوبات فورية على الشبان الحريديم الذين لا يلتزمون بالخدمة العسكرية، فيما تقترح الأحزاب الحريدية تأجيل تطبيق العقوبات لمدة عام، تشمل إلغاء امتيازات مثل "سعر للمستحق" ودعم الحضانات.
ورغم ضغوط لتليين موقفه أو حتى إقالته، إلا أن الائتلاف أوضح أن إدلشتاين لن يُقال، حيث أكد حزب "الليكود" أن هذه الفكرة "ليست على الطاولة"، كما اعتبرت "يهودية التوراة" أن إقالته "غير مجدية".
سيناريو حلّ الكنيست
في حال لم يتم التوصل إلى تسوية، من المتوقع أن تُطرح يوم الأربعاء مقترحات لحلّ الكنيست في قراءة تمهيدية. ويتطلب تمرير القانون موافقة الأغلبية في عدة مراحل: التمهيدية، الأولى، الثانية، والثالثة. وتبدو التمرير في القراءة الأولى ممكنًا إذا دعم نواب "شاس" و"يهودية التوراة" المقترح إلى جانب المعارضة.إلا أن العقبة الرئيسية تكمن في لجنة الكنيست، التي تضم 17 عضوًا، ولا تملك حتى الآن أغلبية واضحة تدعم المقترح. في حال دعم ممثلو الأحزاب الحريدية التصويت، قد يمرّ بفارق ضئيل (9 مقابل 8).
الخطوات المقبلة
إذا أقرّت اللجنة المقترح، يُعاد إلى الهيئة العامة للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة، ما يُمهّد رسميًا الطريق نحو تفكيك الحكومة والتوجه إلى صناديق الاقتراع.
في هذه الأثناء، أعلنت رئاسة الحكومة أن محاولات الوساطة مستمرة، مع وجود نافذة زمنية ضيّقة للتوصل إلى "اتفاق نهائي خلال 24 ساعة" لحلّ الخلافات داخل الائتلاف.
وفي حال فشلت هذه الجهود، فقد تشهد إسرائيل قريبًا أزمة ائتلافية حاسمة تقودها إلى انتخابات مبكرة جديدة.
الأحزاب العربية – قائمة مشتركة أم قائمتان؟
في حال جرت الانتخابات، هناك مساعٍ جدية لإعادة تشكيل القائمة المشتركة، إذ يعمل العديد من الأطراف على إقناع الأحزاب الأربعة بذلك. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، تبرز إمكانية جدية لتشكيل قائمتين.
وكان النائب أحمد الطيبي قد صرّح في حديث لراديو الناس نهاية الأسبوع:"موقفنا هو أنه يمكن إقامة قائمة مشتركة رغم كل الصعوبات. وحتى الآن، فإن الحقيقة هي أن ليس كل الأحزاب الأربعة تبدي نفس الرغبة في تشكيل القائمة المشتركة."
وتابع:"هناك من يفضّل قائمتين، ونحن نفضّل قائمة واحدة لأنها تعكس رغبة الجمهور، وتُسهم في رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، وتُقلّص من احتمال عودة حكومة نتنياهو – بن غفير. تحدثت بالأمس مع الدكتور منصور عباس حول هذا الموضوع، وستستمر الاتصالات مع الجميع."