استضاف برنامج "كيف الحال" مع رجاء كناعنة على راديو الناس، مدير المستشفى الإنجليزي في الناصرة والمختص والباحث في مشاكل النوم، البروفيسور فهد حكيم، الذي قدّم جملة من التوضيحات العلمية حول احتياجات النوم لدى النساء مقارنة بالرجال، وأهمية جودة النوم لصحة الإنسان الجسدية والنفسية.
البروفيسور فهد حكيم: النساء يحتجن إلى نوم أطول من الرجال وجودته لا تقل أهمية عن مدته
برنامج كيف الحال مع رجاء كناعنة
09:19
في مستهل الحوار، أكّد البروفيسور حكيم أنّ الأبحاث والدراسات الممتدة لعقود تثبت وجود فروقات واضحة بين النساء والرجال في طبيعة النوم، قائلاً: "هناك اختلافات بيولوجية وبنيوية في الدماغ، وكذلك في طريقة عمل الذاكرة والنشاطات اليومية، وهذه الفوارق تنعكس مباشرة على نوعية النوم ومدته."
وأشار إلى أنّ المعدّل الطبيعي لساعات النوم لدى البالغين يتراوح بين سبع إلى ثماني ساعات يومياً، غير أنّ النساء يحتجن – بحسب الدراسات – ما بين 11 إلى 20 دقيقة إضافية من النوم مقارنة بالرجال، وأحياناً تصل المدة إلى نصف ساعة. وأضاف: "الأمر لا يتعلق فقط بعدد الساعات، بل بجودة النوم. فهناك أشخاص ينامون عشر ساعات أو أكثر لكنهم يستيقظون متعبين، بسبب رداءة جودة النوم."
وتطرّق حكيم إلى العوامل الهرمونية المؤثرة على نوم النساء، موضحاً أنّ الدورة الشهرية والحمل يتركان بصمات واضحة على جودة النوم، وقال: "الحمل تحديداً حالة خاصة جداً، فهو لا يؤثر فقط على نوم الأم، بل أيضاً على الجنين. الأبحاث تشير إلى أنّ قلة النوم لدى المرأة الحامل قد تترك تأثيرات على الطفل تمتد إلى مراحل لاحقة من حياته."
وعن كيفية إدراك المرأة – أو أي شخص – لحاجته إلى فحص طبي خاص بالنوم، شدّد البروفيسور حكيم على أهمية الإصغاء للجسد، مبيناً: "بإمكان كل إنسان أن يجرّب بنفسه عبر تحديد أوقات النوم والاستيقاظ لبضعة أيام، ومراقبة ما إذا كان يشعر بالنشاط الكافي. إذا تكرّر الشعور بالإرهاق أو النعاس المفرط رغم ساعات نوم طويلة، فهذا مؤشر على وجود خلل يستدعي استشارة مختص."
وختم حديثه بالتأكيد على مركزية النوم في حياتنا اليومية، قائلاً: "النوم ليس ترفاً، بل حاجة أساسية لا تقل أهمية عن الغذاء والهواء. من دونه لا يستطيع الإنسان الحفاظ على صحته الجسدية والنفسية."