أعلنت دول عربية وإسلامية دعمها لمشروع القرار الأميركي المعدّل الذي سيُطرح على مجلس الأمن، والذي يشمل ربط وقف الحرب على غزة بخطوات ملموسة لإقامة دولة فلسطينية. يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيدات دبلوماسية بأن السعودية لا تزال متمسكة بشروطها الواضحة: لا تطبيع مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر رسمية قولها إن احتمالات التأثير على صياغة القرار الدولي ضئيلة للغاية، لكن إسرائيل تراهن على عدم قدرة السلطة الفلسطينية على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وبالتالي تعطيل المسار نحو إقامة دولة فلسطينية من داخله.
وعلى صعيد العلاقات السعودية-الإسرائيلية وفي ظل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، قال د. عبد العزيز الغشيان، الباحث في السياسة الخارجية السعودية تجاه إسرائيل، لراديو الناس، إن "السعودية لا ترى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تُعتبر متطرفة تجعل من الحوار حول التطبيع أمراً غير ممكن سياسياً وحتى في الشارع السعودي هو أمر صعب جداً".
وتتضمن مسودة القرار الأميركي بندًا يشير إلى أنه، فور تنفيذ السلطة الفلسطينية لإصلاحاتها المطلوبة، "قد تتوافر الظروف لمسار قابل للتحقق نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية"، مع تأكيد التزام واشنطن بإجراء حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للوصول إلى "أفق سياسي" مشترك.
تحذير فلسطيني من مشروع القرار الأميركي
من جانبها، حذرت الفصائل والقوى الفلسطينية من مخاطر مشروع القرار الأميركي المطروح للتصويت في مجلس الأمن، معتبرة أنه يسعى لفرض وصاية دولية على قطاع غزة وتمرير رؤية منحازة.
وأشارت إلى أن الصيغة الحالية للمشروع تمهد لهيمنة خارجية على القرار الوطني الفلسطيني، وتحول إدارة القطاع وملف إعادة الإعمار إلى جهة دولية ذات صلاحيات واسعة، متجاوزة الإرادة الفلسطينية.
وأكدت القوى والفصائل الفلسطينية رفضها لأي ترتيبات دولية تُفرض دون توافق وطني، مشددة على أن "مستقبل غزة يجب أن يكون بيد الفلسطينيين وحدهم، بعيدًا عن أي مشاريع تسعى لتكريس واقع الاحتلال أو تدويل القضية".
من جهة أخرى، ذكرت هيئة البث الاسرائيلية أن المؤسسة الأمنية لم تتلق حتى الآن أي طلب رسمي للتعامل مع احتمال بيع طائرات F-35 الأميركية المتطورة للسعودية. وأشارت إلى أنه جرت في السنوات الماضية نقاشات حول تقليص أثر هذه الصفقة المحتملة على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل، سواء عبر تقييد بعض القدرات أو عبر تقديم أنظمة تكنولوجية متقدمة لإسرائيل كتعويض.



