من قرية كوكب أبو الهيجا التي استرزق المغدور فيها وعرفه كلّ البلدة بخيره وعطائه إلى مدينة الأم عرابة حيث المنشأ، يعود إليها محمولا على الأكتاف إلى نحبه بعد أن طاله رصاص الغدر.
فّجعت عرابة كما قرية كوكب أبو الهيجاء بالجريمة التي راح ضحيتها راسم نعامنة أثناء توجهه الى متجره في قرية كوكب أبو الهيجاء عقب صلاة الفجر، فيما عم عم الحزن والأسى، وكذلك الصدمة في كل بيت وشارع، بينما دوّت الصرخات المطالبة بوف نزيف الدم الهادر في المجتمع العربي بفعل آلة القتل والجريمة
واصف نعامنة: الظالمون كانوا بانتظاره بعد أن صلّى الفجر
"محبوب بين الناس ولا يحمل ضغينة": قريب المرحوم راسم نعامنة: لا يوجد أي بيت محصّن
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
05:35
في حديث مع راديو الناس، عبّر الدكتور واصف نعامنة، وهو من أقارب المرحوم، عن صدمته العميقة كما كلّ من عرف المرحوم، قائلاً: "الخبر كالصاعقة، مؤلم جداً. المرحوم معروف بدماثة أخلاقه، محبوب بين الناس، يساعد الجميع، ولا يحمل ضغينة لأحد. صلى الفجر في المسجد وذهب إلى متجره كعادته، لكن الظالمين كانوا بانتظاره فغدروا به."
وأضاف الدكتور واصف أن الجريمة جاءت بلا مبرر، مؤكداً أن الفقيد لم تكن له أي علاقة بأعمال عنف أو خلافات: "راسم إنسان مسالم، لا تربطه أي صلة بأي أعمال عنف. للأسف اليوم لا يوجد بيت محصّن، فالقتل صار مشروعاً يهدد كل إنسان طيب وصاحب خير."
وتحدث نعامنة بحسرة عن تفشي العنف في المجتمع العربي، قائلاً: "ننام على جريمة ونستيقظ على أخرى. ما يحدث تجاوز كل حدود. الأسباب باتت تافهة أحياناً، ولا أحد في مأمن. لقد آن الأوان أن نطلق صرخة مدوّية، أن نتوحد كمجتمع عربي لصد هذا المخطط الخطير الذي بات يهدد كل بيت وكل إنسان."
عرابة مدينة العلم والنور والثقافة، كيف أصبحت تعاني؟
وأشار إلى أن مدينة عرّابة، التي كانت تُعرف بأنها مدينة العلم والنور والثقافة، أصبحت اليوم تعاني من تفشي الجريمة والعنف كغيرها من البلدات العربية. وتابع: "بلدنا العربي بلد الأطباء والعلماء، لكنها ابتُليت بثلة قليلة من أصحاب المصالح والمجرمين الذين يريدون السيطرة. هؤلاء يقلبون الفرح إلى حزن، والرقي إلى واقع أليم. لكننا لن نيأس، وأملنا بالله كبير. يجب أن تتضافر الجهود، وأن يتحمل كل فرد مسؤوليته من موقعه حتى نواجه هذه الظاهرة المؤلمة."
وفي ختام حديثه، وصف الدكتور نعامنة حالة العائلة بأنها تعيش صدمة كبيرة لا توصف، قائلاً: "المصاب جلل. النساء والأطفال والرجال جميعهم في حالة حزن عميق. راسم كان إنساناً طيباً، محباً للجميع، يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، ويعمل بجدّ لتأمين رزق عائلته. كان من المفترض أن ينتقل إلى بيته الجديد هذا الأسبوع، لكن القدر سبق، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته."
هذا وتخيم أجواء من الحزن والذهول على عرّابة وكوكب أبو الهيجة، فيما تتعالى الأصوات مجدداً مطالبةً الشرطة بتحمّل مسؤولياتها والقيام بواجبها لكبح جماح العنف والجريمة التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي بأسره.
في هذا السياق أيضا:

