قُتل صباح اليوم (الخميس) راسم نعامنة من مدينة عرابة في الخمسينيات من عمره، جراء تعرضه لإطلاق نار أثناء توجهه إلى عمله في قرية كوكب أبو الهيجاء.
نصار يناشد أهالي عرابة: تعالوا إلى البلدية اليوم لنقول موقفًا موحدًا ضد القتل
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
12:10
وأفادت مصادر محلية أن المغدور نعامنة كان في طريقه إلى مصلحته التجارية عندما أُطلق عليه الرصاص من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة توفي على أثرها في المكان.
وتأتي هذه الجريمة لتكون الثالثة خلال أقل من أسبوعين في مدينة عرابة، التي تشهد مؤخرًا تصاعدًا غير مسبوق في حوادث العنف والقتل في المجتمع العربي.
نصار: "عرابة تعيش واقعًا غير مسبوق من الجريمة والخطر"
في حديث لـ راديو الناس، عبّر رئيس بلدية عرابة، د. أحمد نصار، عن غضبه وحزنه العميقين من استمرار مسلسل الدم في المدينة، قائلاً:"عرابة تعيش وضعًا غير مسبوق. لم نعرف مثل هذا الواقع من قبل. هذه جرائم تهزّ أركان البلد وتضعها في مكان سلبي بعدما كانت نموذجًا إيجابيًا في مجالات عديدة".
وأضاف نصار أن الضحية راسم نعامنة كان معروفًا في عرابة بـ"سيرته الحسنة ونشاطه الإيجابي"، وقال:"هو إنسان معروف بطريقه وأسلوبه وعمله الشريف. يخرج صباحًا لكسب لقمة العيش بكرامة. المجتمع كله مصدوم من الجريمة، لأنها طالت شخصًا محترمًا وبعيدًا كل البعد عن أي خلافات.”
عرابة على صفيح ساخن: ثلاث جرائم خلال أسابيع
أوضح نصار أن ما يجري في عرابة هو “تطور خطير لم تشهده المدينة منذ عقود”، مضيفًا:“نحن أمام الجريمة الثالثة خلال فترة قصيرة جدًا. هذا وضع غير طبيعي ولا يمكن القبول به.”
وأشار إلى أن انتشار السلاح غير المرخّص بات ظاهرة تهدد كل بيت في المجتمع العربي، قائلاً:“ظاهرة السلاح المنفلت موجودة في كل زاوية، وعلينا كسلطات محلية ومجتمع أن نقف معًا للحدّ منها. الشرطة مطالبة بالتحرك الجاد، لأن مسؤوليتها الأساسية هي حماية المواطنين، لكننا لا نرى أداءً يوازي حجم الكارثة.”
في ظل التحضيرات لمظاهرة قطرية ضد العنف
يأتي مقتل نعامنة قبل يومين فقط من المظاهرة القطرية ضد الجريمة والعنف التي من المقرر تنظيمها يوم السبت المقبل في عرابة، بدعوة من لجنة المتابعة العليا واللجنة الشعبية والبلدية.
وعن ذلك قال نصار:"المؤلم أننا نحضّر لمظاهرة ضد العنف، وفي الوقت نفسه نستيقظ على جريمة جديدة. هذا النزيف لا يتوقف، وعدد الضحايا يرتفع بينما الدولة تقف موقف المتفرج".
وأكد نصار أن عدد ضحايا جرائم القتل في عرابة منذ بداية عام 2025 وصل إلى تسعة قتلى، مضيفًا أن “دماء أبناء البلدة لم تجف بعد من الحوادث السابقة”.
دعوة إلى وحدة الصف وموقف جماعي
وجّه رئيس البلدية نداءً مؤثرًا إلى أهالي عرابة قائلاً:"لا يحق أن ننتظر الحلول من الخارج. لا أحد سيحمي عرابة إلا أبناؤها. أناشد كل أصحاب الضمائر الحية أن يقفوا وقفة رجل واحد، وأن يعلنوا بوضوح أننا ضد القتل مهما كانت الأسباب"
وتابع:"نريد اجتماعًا عاجلًا في البلدية لبحث خطوات عملية، ولا يجوز أن نبقى صامتين. الموقف السلبي يعني المشاركة في الجريمة بشكل غير مباشر.”
انتقادات حادة لأداء الشرطة والحكومة
أشار نصار إلى أنه توجه رسميًا برسائل إلى رئيس الحكومة وقادة الشرطة مطالبًا بعقد اجتماع عاجل لمعالجة تصاعد العنف في المجتمع العربي.
وقال:"بعثت رسائل لرئيس الحكومة ولقائد اللواء قبل أربعة أيام، ولم أتلقَّ أي رد حتى الآن. اليوم سيزورنا قائد المنطقة، وسنطالبه بتحمل مسؤولياته. التقصير واضح، والنتائج على الأرض مأساوية.”
وأضاف أن البلدية تدرس إعلان إضراب عام ومظاهرة احتجاجية عاجلة، مشيرًا إلى أن “عرابة لن تنتظر طويلاً أمام هذا النزيف المستمر”.
ختام: صرخة عرابة رسالة لكل المجتمع
اختتم د. نصار حديثه برسالة مؤثرة:"عرابة بلد الخير والعلم والتاريخ، ولن نسمح أن تتحول إلى عنوان للجريمة. ما يحدث اليوم أكبر من قدرتنا على الاحتمال، لكنه لن يكسر إرادتنا. دماء راسم نعامنة ورفاقه لن تذهب هدرًا.”
وأكد أن الحراك الشعبي والضغط الجماهيري هما السبيل الوحيد لمواجهة هذا الواقع، داعيًا إلى “تحرك جماعي ومسؤول يعيد الأمن والكرامة إلى المجتمع العربي”.



