في إطار التغطية الخاصة لشهر أكتوبر الوردي، شهر التوعية بسرطان الثدي، استضاف راديو الناس عضو الكنيست إيمان ياسين خطيب، التي تحدثت بشفافية وشجاعة نادرتين عن تجربتها الشخصية مع المرض، وعن الدروس الإنسانية والنفسية التي خرجت بها من هذه الرحلة الصعبة، مؤكدة أن "الفحص المبكر ينقذ الحياة، وأن المرأة التي تهتم بنفسها تنقذ أسرتها أيضًا".
إيمان ياسين خطيب تكشف بشجاعة: “السرطان علّمني أن أختار الحياة لا الخوف”
كيف الحال مع رجاء كناعنة
25:21
بداية القصة: من الصدمة إلى المواجهة
قالت ياسين - خطيب إن رحلتها مع المرض بدأت عام 2010، حين لاحظت صدفة وجود كتلة صغيرة في منطقة الصدر، ومن فورها توجهت لإجراء الفحوصات الطبية. وخلال أقل من أسبوعين كانت في غرفة العمليات. وأضافت:"كانت لحظة اكتشاف المرض صادمة. أول ما خطر في بالي أولادي الصغار. لكنني تمالكت نفسي وقررت أن أواجه، لأنني كنت دائمًا أؤمن أن المرأة قادرة على تجاوز الصعوبات مهما كانت"
وأوضحت أن الكشف المبكر ساعد في اكتشاف المرض في مراحله الأولى، مما زاد فرص الشفاء الكامل، داعية كل النساء إلى عدم إهمال الفحوصات الدورية ومراقبة أي تغيّرات جسدية.
بين الألم والإيمان: "رحلة علاج طويلة لكنها منحتني قوة جديدة"
تحدثت ياسين - خطيب بتأثر عن مرحلة العلاج الكيماوي التي استمرت عامًا كاملًا، قائلة إنها من أصعب فترات حياتها، جسديًا ونفسيًا، لكنها وجدت الدعم من عائلتها وزوجها وأبنائها، رغم الألم الكبير الذي عانوه معها."كنت أشعر أحيانًا بالعجز، لكني لم أسمح لليأس أن ينتصر. الإيمان المطلق بالله وبالشفاء كان أقوى من كل الأوجاع"
وكشفت أنها، رغم خلفيتها الاجتماعية والمهنية، احتاجت إلى مساعدة نفسية مهنية، وتوجهت لمعالجة مختصة ساعدتها على استعادة التوازن النفسي:"تعلمت أن القوة الحقيقية ليست في إخفاء الألم، بل في الاعتراف به ومواجهته بوعي ومحبة".
صدمة جديدة بعد 15 عامًا ومواجهة أخرى بنفس الإصرار
وروت ياسين - خطيب أن لقاءً صدفيًا بطبيبها القديم أعادها مجددًا إلى الفحوصات، ليُكتشف وجود نموّ خلايا غير طبيعية في الكبد تطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا.
"أجريت عملية جراحية ثم خضعت لعلاجات وقائية لها تأثير قوي جدًا على الجسد، يشبه العلاج الكيماوي. لكنها مرحلة أخرى مررت بها بنفس الإيمان والأمل".
وأكدت أن التجربة الثانية جعلتها أكثر وعيًا لمسؤوليتها تجاه جسدها، مشيرة إلى أن كثيرًا من النساء يؤجلن الاهتمام بأنفسهن بسبب انشغالهن بالبيت والعمل:" إذا لم نكن نحن بخير، فلن يكون من حولنا بخير أيضًا".
عن العمل والدعم: "المرأة العاملة تدفع ثمنًا مضاعفًا"
تحدثت عن التحديات التي تواجه النساء العاملات أثناء المرض، مؤكدة أن تجربتها كانت استثنائية وإيجابية، إذ تلقت دعمًا كاملاً من جهة عملها – شركة المراكز الجماهيرية – التي سمحت لها بالبقاء على رأس عملها بفضل نظام من خلاله يتبرع الموظفون بأيام إجازاتهم لصالح من يمرّون بظروف صحية صعبة.
"بفضل هذا التضامن الإنساني، تمكنت من الحفاظ على عملي واستمراريتي المهنية، وهذا أمر أتمنى أن يُعمم في كل أماكن العمل".
رسالة للنساء في أكتوبر الوردي
وفي ختام اللقاء، وجّهت النائب إيمان ياسين خطيب رسالة مؤثرة لكل امرأة:"الفحص المبكر ينقذ الحياة. الحياة مليئة بالألم، لكنها أيضًا مليئة بالأمل. بين الألم والأمل هناك مساحة اسمها الحياة، ونحن نختار أن نعيشها بكل ما فيها من تحديات وجمال. لا تهملن أنفسكن، ولا ترفعن أيديكن عن الأمل"



