شهدت السماء مساء اليوم الأربعاء ظاهرة فلكية نادرة عُرفت باسم “قمر القندس” (Beaver Moon)، حيث بدا القمر في كامل استدارته وأكثر إشراقًا ولمعانًا من المعتاد، بعدما وصل إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضوي. وقد رُصد المشهد المذهل بوضوح في مختلف مناطق البلاد، ووثّق مرشد الفضاء نضال علي ناصر من مدينة الناصرة صورًا خاصة لراديو الناس تُظهر القمر العملاق في أبهى حلله فوق الأفق الغربي.
وفي حديث خاص لراديو الناس، أوضح نضال علي ناصر أن القمر يدور حول الأرض مرة كل نحو 27 يومًا، إلا أن مداره ليس دائريًا بل بيضوي الشكل، ما يجعل المسافة بينه وبين الأرض تتغيّر باستمرار. وأضاف:“عندما يكون القمر في أقرب نقطة من الأرض ويتزامن ذلك مع اكتماله بدرًا، يبدو أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا، وهذه الحالة نُسميها بالقمر العملاق، أو ما يُعرف هذا الشهر بـ‘قمر القندس’.”
أصل التسمية
أشار ناصر إلى أن اسم "قمر القندس" يعود إلى السكان الأصليين لأميركا الشمالية (الهنود الحمر)، الذين كانوا يربطون مراحل القمر بمواسم الصيد والزراعة.
وقال:“في شهر نوفمبر، كان السكان الأصليون يبدأون بصيد القنادس وتجهيز مصائدها قبل تجمّد الأنهار للاستفادة من جلودها ولحومها، ومن هنا جاءت التسمية.” كما أضاف أن لهذا القمر تسميات أخرى في ثقافات متعددة مثل "قمر البرد الأول" أو "قمر الليالي الطوال"، تعبيرًا عن بداية فصل الشتاء وبرودة الأجواء.
أفضل وقت للمشاهدة
وأوضح ناصر أن أفضل وقت لمشاهدة القمر العملاق كان عند شروقه بعد غروب الشمس، نحو الساعة الخامسة مساءً، إذ يظهر أكبر حجمًا عندما يكون قريبًا من الأفق بسبب ما يُعرف بـ"خداع الأفق". وأضاف: “يفضَّل الرصد من أماكن مفتوحة وبعيدة عن أضواء المدن، فالقمر يمكن رؤيته بالعين المجردة دون الحاجة إلى تلسكوب.”
وأشار أيضًا إلى أن القمر بدا الليلة قريبًا من نجم "الدبران" البرتقالي اللامع، أحد ألمع نجوم السماء، قائلاً:“نجم الدبران يظهر كأنه يسير بجانب القمر، في مشهد سماوي جميل يمكن ملاحظته بسهولة.”
رسالة تربوية من السماء
وفي ختام حديثه، كشف ناصر أنه نظّم فعالية رصد فلكي مع طلاب مدرسة البيادر في كفركنّا لمتابعة الظاهرة، قائلاً:“نريد أن نزرع في طلابنا حبّ المعرفة، ونوجّه رسالة لمجتمعنا العربي بأننا رغم الظروف الصعبة ما زلنا نملك طاقات من الأمل، وأن النظر إلى السماء يذكّرنا دومًا بأن هناك ما يستحق التأمل والإعجاب.”
ظاهرة تتكرّر وتُلهم
يُذكر أن ظاهرة القمر العملاق تتكرّر ثلاث إلى أربع مرات سنويًا، غير أن “قمر القندس” في نوفمبر يُعد آخرها وأكبرها خلال العام الجاري، ما جعل من هذه الليلة فرصة نادرة لعشّاق الفلك والمصورين لتوثيق مشهد طبيعي يأسر الأبصار ويجمع بين الجمال والعلم.
