في خطوة غير مألوفة في المجتمع العربي عموما، وفي القدس خصوصا، استطاعت الشابة نورة أبو ناب (27 عاماً) أن تقلب الموازين وتكسر الصورة النمطية عبر دخولها عالم الملاكمة، لتصبح أول ملاكمة عربية في القدس.
نورة أبوناب: "أحببت هذا المجال لأنني شعرت أن رسالتي في هذه الحياة أن ألعب ملاكمة باسم فلسطين، وأن أعيش هذه التجربة بكل تفاصيلها"
برنامج كيف الحال مع رجاء كناعنة
04:40
نورة، وهي مدربة لياقة بدنية، بدأت مسيرتها الرياضية بممارسة الكاراتيه منذ طفولتها، ثم انتقلت إلى الكيكبوكسنغ لأربع سنوات، قبل أن تجد شغفها الأكبر في الملاكمة قبل نحو عام.
وتقول في حديثها لراديو الناس: "أحببت هذا المجال لأنني شعرت أن رسالتي في هذه الحياة أن ألعب ملاكمة باسم فلسطين، وأن أعيش هذه التجربة بكل تفاصيلها."
وتوضح نورة أن تجربتها لم تكن سهلة، إذ واجهت منذ بداياتها تعليقات سلبية بسبب الصورة النمطية تجاه الرياضات القتالية للفتيات، مشيرة بالقول "عندما كنت ألعب كاراتيه كنت أسمع الكثير من التعليقات بأن هذه الرياضة لا تناسبني. لكنني على العكس تماماً، فقد ساعدتني على تقوية جسمي الضعيف وأكسبتني ثقة بالنفس وقوة شخصية غيّرت حياتي."
إنجازات لافتة في البطولات
وتكشف نورة عن أبرز التحديات التي تعترض طريقها، وعلى رأسها غياب الدعم الرياضي للنساء في الأراضي الفلسطينية. وأضافت: "كل شيء هنا على حسابك الشخصي، وهذا يجعل الأمر أصعب بكثير. بينما في الخارج هناك دعم مؤسسي، معسكرات تدريب، وتجهيز كامل للاعبات، ونحن نفتقد لذلك."
ورغم هذه العقبات، استطاعت نورة تحقيق إنجازات لافتة، من أبرزها فوزها بالمركز الأول في بطولة قارية أقيمت في بانكوك خلال ممارستها للكيكبوكسنغ. وتصف تلك اللحظة قائلة: "كان شعوراً عظيماً ومليئاً بالفخر، وقد أعطاني الحافز للاستمرار أكثر والوصول إلى العالمية."
أما عن طموحاتها المستقبلية، فتؤكد نورة أنها لا تضع حدوداً لأحلامها. وقالت في هذا السياق "لا يوجد شخص محدد أطمح أن أكون مثله، لكنني أتطلع إلى الوصول إلى المنصات العالمية والفوز كما يفعل اللاعبون الكبار، وأن أرفع اسم فلسطين عالياً."
وتشير نورة إلى أن تجربتها بدأت تُلهم العديد من الفتيات المقدسيات، حيث تقول: "أنا الآن أدرب عشرات الفتيات على الملاكمة واللياقة البدنية، وكل عام يزداد الإقبال. الناس بدأوا يدركون أن هناك بالفعل مجالاً للفتيات في هذه الرياضة، وهذا أمر يجعلني فخورة جداً."
بهذا، لا تمثل نورة أبو ناب مجرد رياضية بارزة فحسب، بل أصبحت نموذجاً لكسر الحواجز الاجتماعية، ورسالة أمل للفتيات اللواتي يحلمن بدخول عالم الرياضة الاحترافية.



