أعلنت مصادر فلسطينيّة في غزة أن قوات الجيش الإسرائيلي قتلت 73 فلسطينيا من منتظري المساعدات، اليوم (الأحد)، بينهم 67 غرب مدينة غزة شمالي القطاع. وبحسب المصادر، فإن الضحايا قد وقعوا اثناء انتظار المساعدات الإنسانيّة في شمالي القطاع في منطقة زيكيم، فيما رد الجيش الاسرائيلي أن آلاف الفلسطينيين تجمعوا هناك، وان الجنود اطلقوا النار باتجاههم "لإبعادهم"، حسبما ورد في صحيفة هارتس.
وفيما أكدت وزارة الصحة تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أنّ القطاع "يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة".
كما أطلق مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة نداء استغاثة، معلنا تلقي مناشدة عاجلة لمساعدة نحو 100 شخص من ذوي الإعاقة في مركز إيواء بدير البلح، حيث يعيشون في ظروف قاسية مع انعدام الدعم والرعاية اللازمة. ويذكر أن الجيش الاسرائيلي كان قد اطلق تحذيرات لإخلاء مناطق في دير البلح وسط القطاع، علمًا بأنه لم يعمل في تلك المنطقة منذ وقت طويل.
وتفاقمت معاناة أهالي القطاع في الأسبوع الأخير، واتسعت الشهادات عن الجوع ونقص المواد الأساسية، إذ يعيش أهالي القطاع أوضاعًا مأساوية غير مسبوقة، في ظل الجوع، وغياب الماء والدواء، واستمرار الإغلاق، وتوقف المساعدات بفعل استمرار الحرب على غزة، حسب شهادات يدلي بها اهالي القطاع.
نعمة، شابة في الثانية والعشرين من عمرها، تحدّثت لراديو الناس من وسط مدينة غزة، ناقلة صورة موجعة للحياة اليومية تحت الحصار، حيث أصبح الحصول على وجبة طعام متكاملة حلمًا بعيد المنال حسب تعبيرها.
"كلّ ما تسمعونه أو تشاهدونه لا يُمثّل واحدًا في المئة ممّا نعيشه فعليًا"، بهذه الكلمات استهلّت نعمة حديثها، واصفة واقعًا قاسيًا لا تملك فيه العائلات أكثر من وجبة طعام واحدة في اليوم. وأضافت: "لم يعد أحد يتحدث عن الهدنة، الكلّ يتحدّث فقط عن غياب المساعدات. لم نعد نحظى بوجبة عشاء، ووجبة الغداء غالبًا ما تكون من العدس أو الأرز، وهي ليست مشبعة".