ميمنة أبو كنعان: أردت المزاح مع زوجي فانقلب المقلب إلى لحظة رعب حقيقية

من المزاح إلى الندم، صانعة المحتوي تروي لراديو الناس كيف تحوّل “الترند” إلى لحظة خوف حقيقي وتؤكد أنها نادمة 

3 عرض المعرض
ميمنة أبو كنعان
ميمنة أبو كنعان
ميمنة أبو كنعان
(الصفحة الرسمية لميمنة أبو كنعان)
في الأسابيع الأخيرة، اجتاح منصات التواصل الاجتماعي في البلاد والعالم ترند غريب ومثير للجدل يقوم على إخافة الآخرين من خلال صورٍ تُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي، تُظهر شخصًا غريبًا ومشردًا داخل منزل المستخدم نفسه، في المطبخ، أو في غرفة الجلوس،ثم تُرسل الصورة إلى أحد أفراد العائلة (الأب، الأم، الشريك)، مرفقة برسالة تدّعي أن هذا الشخص اقتحم المنزل ويطالب بأمور معيّنة. الغاية من الترند كما يصفه المشاركون هي "المزاح"، لكن النتيجة كانت الذعر والارتباك وحتى نوبات الخوف لدى بعض المتلقين.
ميمنة أبو كنعان: “أردت المزاح مع زوجي فانقلب المقلب إلى لحظة رعب حقيقية”
كيف الحال مع رجاء كناعنة
08:13
تجربة ميمنة أبو كنعان: "ضحكة تحوّلت إلى ندم" المؤثرة على مواقع التواصل ميمنة أبو كنعان، التي خاضت التجربة بنفسها، تحدثت لبرنامج كيف الحال عبر راديو الناس عن تفاصيل ما جرى معها، قائلة: "شاهدت الترند مرارًا على مواقع التواصل، وقررت تطبيقه كمقلب بسيط بزوجي. لم أتخيل أن النتيجة ستكون بهذا الحجم من الخوف والتوتر." وأضافت ميمنة أنها أنشأت الصورة عبر تطبيق ذكاء اصطناعي تُظهر شخصًا غريبًا داخل منزلها، وأرسلتها إلى زوجها الموجود في العمل في واشنطن، لتثير "الدهشة" أو الضحك. لكن رد الفعل كان مغايرًا تمامًا لما توقعت:"زوجي صدّق الصورة فورًا، ترك عمله على عجل وقاد سيارته عائدًا إلى المنزل، وهو يعتقد أن هناك من اقتحم البيت. عندما اتصلت به لأخبره أن الأمر مجرد مزاح، كان قد قطع نصف الطريق بالفعل"
3 عرض المعرض
ميمنة أبو كنعان وزوجها
ميمنة أبو كنعان وزوجها
ميمنة أبو كنعان وزوجها
(الصفحة الرسمية لميمنة أبو كنعان)
وتابعت قائلة بأسفٍ واضح:"ندمت بشدة. لم أكن أتوقع أن يتحوّل المزاح إلى خطر حقيقي. لقد خفت أن يتعرض لحادث بسبب السرعة والذعر. تعلّمت درسًا قاسيًا، ولن أكرر مثل هذا النوع من المقالب."
الذكاء الاصطناعي بين المزاح والخطر الواقعة فتحت باب النقاش حول الاستخدام المفرط وغير الواعي للذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى يُثير الرعب أو يُشوّه الواقع. فهذه التقنية قادرة اليوم على توليد صور واقعية إلى حد يصعب تمييزها عن الحقيقة، ما يجعل المزاح في مثل هذه الحالات محفوفًا بالمخاطر.
التحليل النفسي والاجتماعي: "الضحك الذي قد يتحوّل إلى صدمة" في مداخلة مع البرنامج، حذّرت نورة عودة غرابة – مرشدة زوجية وعائلية ومعالجة عاطفية بالفنون واللعب – من التأثيرات النفسية والاجتماعية لمثل هذه الظواهر.
المرشدة الزوجية والعائلة نورة عودة غرابة تحذر من التريندات
كيف الحال مع رجاء كناعنة
07:10
وقالت:"للأسف، أصبحنا نركض وراء الترندات ونسينا مشاعرنا الحقيقية. البعض يسعى وراء الإعجابات والمشاهدات، دون أن يفكّر في أثر أفعاله على الآخرين." وأكدت نورة أن الترندات القائمة على التخويف تمسّ بشكل مباشر الأمن النفسي للأفراد والعائلات، مضيفة:"ما قد يبدو للبعض مجرد مقلب، قد يسبب نوبات ذعر أو ردود فعل خطيرة، خاصة إذا كان المتلقي شخصًا حساسًا أو يعاني من توتر مسبق."
3 عرض المعرض
نورة عودة غَرابَة -مرشدة زوجية وعائلية
نورة عودة غَرابَة -مرشدة زوجية وعائلية
نورة عودة غَرابَة -مرشدة زوجية وعائلية
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
كما نبّهت إلى خطورة انخراط الأطفال والمراهقين في مثل هذه التحديات:"في هذه المرحلة العمرية، يسعى الأبناء إلى التجريب وجذب الانتباه، ما يجعلهم يقلّدون الترندات دون وعيٍ بالعواقب. من هنا تأتي أهمية الحوار داخل الأسرة وتوعية الأبناء بأن ما يشاهدونه ليس بالضرورة آمنًا أو مقبولًا أخلاقيًا."
مسؤولية الأهل ومؤثري المحتوى شدّدت غرابة على أن دور الأهل جوهري في الوقاية، عبر بناء الثقة والتواصل الدائم مع الأبناء:"حين يرى الأهل أبناءهم ينخرطون في ترندات خطرة، عليهم ألا يواجهوهم بالعقاب فقط، بل بالشرح والتفهّم، كي لا يفقدوا القدرة على الحديث معهم مستقبلاً." ودعت صانعي المحتوى إلى مراجعة ضمائرهم قبل نشر أي تحدٍّ أو مقلبٍ يمكن أن يعرّض الآخرين للأذى، قائلة:"الضحكة لا تبرّر الخطر. هناك خط رفيع بين المزاح والإيذاء، والوعي هو ما يصنع الفارق."
خاتمة: الضحك الذي كشف خوفنا الترند الجديد، رغم طابعه “المضحك” في الظاهر، أظهر كم بات العالم الرقمي يخترق حدود الخصوصية والمشاعر الإنسانية. فبين كل إعجابٍ ومشاركةٍ وتعليقٍ ساخر، هناك من يعيش لحظات هلعٍ حقيقية، ومن يدفع ثمن "مزحة" لم يفهمها أحد. يبقى السؤال مفتوحًا:هل سننتظر ترندًا أكثر خطرًا لنتعلّم أن الخوف ليس مادة للترفيه، وأن الذكاء الاصطناعي لا يملك ضميرًا — بل نحن الذين نمنحه قيمه؟