افتتحت المدارس في أنحاء البلاد أبوابها صباح اليوم الأربعاء من جديد، بعد توقف قسري جراء التطورات الأمنية الأخيرة. في المقابل، تصاعدت الأصوات المطالبة بإلغاء امتحانات البجروت هذا العام، والاعتماد على العلامات الواقية (الداخلية) بدلاً منها، في ظل الأوضاع النفسية الصعبة التي مر بها الطلاب.
في رسالة رسمية وُجهت إلى وزير المعارف يوآف كيش، طالب عدد من مديري المدارس وأولياء الأمور باتخاذ قرار حاسم يُنقذ الطلاب من عبء إضافي، معتبرين أن استمرار عقد الامتحانات في هذه المرحلة هو أمر غير منطقي وغير عادل.
أوضاع متقلبة
وفي حديث خاص لبرنامج "المنتصف" عبر "راديو الناس"، قال مدير مدرسة المطران في الناصرة، سمعان أبو سني:"منذ سنوات ونحن نعيش أوضاعًا متقلبة أثّرت بشكل كبير على جهاز التعليم، من جائحة كورونا إلى الحرب في غزة ولبنان، واليوم الحرب مع إيران. طلابنا لم يحظوا بفترة استقرار، وهذا ترك أثرًا نفسيًا وتعليميًا واضحًا."
مدير مدرسة المطران: نعيش منذ سنوات أوضاع متقلبة تؤثر على الطلاب
المنتصف مع فرات نصار
04:53
وأضاف: "أجرينا امتحانات داخلية قبل التصعيد الأخير، وقد أرسلنا العلامات الواقية كما طلبت وزارة المعارف. نأمل أن يُعتمد هذا المسار كبديل عادل للبجروت، خاصة أن الطلاب في الأيام الأخيرة لم يتمكنوا من الاستعداد للامتحانات في ظل القصف واللجوء المتكرر إلى الملاجئ."
الدعم النفسي والتربوي
وأشار أبو سني إلى أن وزارة المعارف أرجأت الامتحانات للأسبوع القادم، وأنه من المقرر عقد لقاء مع الوزير الساعة الرابعة مساء اليوم لتحديد الخطوات القادمة، مؤكدًا أن الطواقم التربوية ركزت في هذه الفترة على دعم الطلاب نفسيًا وتربويًا، وليس على التحضير لاختبارات حاسمة.
فسحة لتنظيف الشظايا النفسية
من جهته، قال سند كَلَش، رئيس مجلس الطلاب في كفر قرع، لـ"راديو الناس":"نحن نؤيد بشكل واضح إلغاء البجروت لهذا العام. صحيح أن الحرب انتهت، لكننا ما زلنا نحتاج إلى فسحة لتنظيف الساحات النفسية من الشظايا التي خلفتها."
وأضاف: "ليس من المنطقي أن ننتقل من 12 يومًا من الرعب والخوف إلى قاعة الامتحان فورًا. ننتظر من وزير المعارف أن يتجاوب معنا، وقد نُعلن خطوات تصعيدية في حال لم يُتخذ قرار يُراعي حالتنا."
رئيس مجلس طلاب كفر قرع: نؤيد إلغاء امتحان البجروت
المنتصف مع فرات نصار
04:34
وأكد كلش أن الامتحانات التي أجريت خلال الحرب ،مثل امتحانات المدنيات والتاريخ، لم تكن في ظروف ملائمة، وأن الطلاب ما زالوا يعيشون في حالة من التوتر، مما يؤثر سلبًا على استعدادهم لباقي الامتحانات.
وأشار إلى أن المساعدات النفسية التي وُفرت في بعض المدارس غير كافية، قائلًا: "لا يمكن للطالب أن يتعافى نفسيًا في يوم وليلة. نطالب بإلغاء البجروت والاعتماد على الديبلوم أو العلامات الواقية – فهذه ظروف استثنائية خارجة عن إرادتنا."
ويُتوقع أن تُعلن وزارة المعارف في وقت لاحق من اليوم موقفها الرسمي، وسط تصاعد الضغط من قبل الأهالي والطلاب والمديرين لاتخاذ قرار يحمي مصلحة الطلاب ويُراعي ظروفهم الاستثنائية.