البروفيسور نعيم شحادة هو طبيب وباحث في مجال السكري والغدد الصماء، وشغل بين الأعوام 2017-2022 منصب مدير معهد الغدد الصماء، السكري والأيض في مستشفى رمبام بحيفا. إلى جانب كونه يشغل رتبة بروفيسور كامل في كلية الطب في التخنيون وجامعة بار إيلان، يرأس بروفيسور شحادة مؤسسة سفيرا السكري في الجليل (ספרת הסוכרת בגליל ע"ש ראסל ברי) التابع لجامعة بار إيلان، وهو من أبرز المبادرات الوطنية للوقاية من السكري وتحسين الرعاية الطبية في المناطق المهمّشة والبعيدة عن المركز.
تخرّج شحادة من كلّية الطب في التخنيون عام 1983، وتخصّص في طب الأطفال والسكّري والغدد الصماء لدى الكبار والصغار في مستشفى رمبام، ثمّ تابع تدريبه في جامعة كولورادو في الولايات المتحدة. يتولّى رئاسة الجمعية الإسرائيلية للسكري (IDS) منذ عام 2017، واختير عام 2025 عضوًا في الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للطب والعلوم.
تركّز أبحاث بروفيسور شحادة على مسبّبات السكري من النوع الأول والثاني وكيفيّة الوقاية منهما، واستخدام الإنسولين عن طريق الفم وتأثيره على الجهاز الهضمي، إضافة إلى دراسة الوقاية من مضاعفات السكري وتطوير خدمات صحّية ميسّرة للمجتمعات المهمّشة. نشر عشرات الأبحاث في مجلّات علمية مرموقة، وحاز على جوائز علمية منها جائزة هيرشل ريتش للابتكار وجائزة ريموند ومريم كلاين من التخنيون.
المجلس الوطني للسكري والسمنة
هو هيئة مهنيّة استشاريّة تجمع خبراء من تخصّصات مختلفة وتعمل بإشراف مباشر من وزارة الصحّة، ودورها تقديم المشورة لقيادة الوزارة في سياسات الوقاية والعلاج. تشمل مهامه رفع الوعي بالسكري ومخاطره، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية لأنواعه ونِسَب الإصابة وعوامل الخطر، وإدارة برنامج وطني لعلاج المرضى ومن لديهم قابلية مرتفعة للإصابة بهدف تقليل المضاعفات، إلى جانب التنسيق مع برامج تعزيز النشاط البدني والتغذية السليمة.
يتعاون المجلس مع كلّيات الطب والتمريض المختلفة لتأهيل الكوادر، ويضع إرشادات للمدارس لنمط حياة صحي يَقي من السمنة والسكري. إلى جانب ذلك، يسهم في إعداد وتحديث ودعم الخطط الوطنية، ويحدّد، بالتعاون مع الوزارة، معايير إدخال التقنيّات الطبية الجديدة في خدمات صحة الأطفال. ينظّم المجلس أيامًا دراسية مهنية، ويساعد لجنة سلّة الخدمات الصحية على ترتيب أولويات الأدوية والتقنيات الجديدة المُراد تمويلها.
إلى جانب ذلك، يضمّ المجلس لجانًا فرعية متخصّصة، من بينها لجنة مرحلة ما قبل السكري (ועדת טרום סוכרת) التي يرأسها البروفيسور شحادة بنفسه.
في حديثه لراديو الناس، أفاد بروفيسور شحادة أنّ التجديد الأبرز في التشكيل الحالي يتمثّل في إدراج السمنة إلى جانب السكري ضمن الاختصاص الرسمي للمجلس، بعد أن كان التركيز سابقًا على السكري وحده. وأشار، إلى أنّ الهدف هو التعامل مع مشكلتين صحيّتين واسعتيّ الانتشار على مستوى البلاد، مع نسب أعلى مقارنةً بدول الـOECD، مؤكّدًا أنّ العبء أشدّ في المجتمع العربي حيث تُسجَّل معدلات أعلى للإصابة بالسمنة والسكري ومضاعفاتهما. وبرأيه، تستدعي هذه الصورة بناء خطط مُحكَمة للوقاية والعلاج وتوجيه موارد إضافية للفئات والمناطق الأَولى بالرعاية.
وعن لجنة ما قبل السكري التي يترأسها، أوضح شحادة أنّ المجلس لا يطرح تعريفًا جديدًا لحالة ما قبل السكري، إذ إنّ التعريفات الطبّية المعتمدة قائمة ومعروفة؛ غير أنّ الجديد عمليًا هو الدفع باتّجاه تعميم برامج تغيير نمط الحياة على نطاق وطني للحدّ من تحوّل ما قبل السكري إلى سكّري. وبحسب تقديره، فإنّ تثقيفًا منظّمًا لنمط حياة صحي وخفضًا مدروسًا للوزن يمكن أن يقلّلا الانتقال إلى السكري بنحو 50% أو أكثر.
وأضاف بروف. شحادة انّه بنى برنامجًا إرشاديًا من هذا النوع، وكان قد أثبت نجاحه، مُشدّدًا على أنّ هذه التدخّلات منخفضة الكلفة نسبيًا، ولها تأثيرات إيجابية على مؤشرات صحية أخرى كصحة القلب والأوعية والدموية وغيرها. "إذا افترضنا وجود نحو مليونَي شخص في مرحلة ما قبل السكري، وتحوّل 10% منهم سنويًا إلى سكري، فنحن أمام نحو 200 ألف حالة جديدة كل عام؛ لذا فإنّ برنامجًا وطنيًا شاملًا قد يُخفّض هذا الرقم إلى النصف"، يضيف بروف. شحادة.
وفي ما يتعلّق بالبرنامج الوطني للوقاية والعلاج، أشار شحادة إلى مسار عمل يجمع الجهات المعنية وتشمل صناديق المرضى والجامعات والمستشفيات والسلطات المحلّية، بحيث تُطرح الآراء العلمية المتخصصة بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، وصولًا إلى تبنٍّ وتمويل حكوميَّين. ويرى، أنّ صناديق المرضى قادرة على التعرّف المبكر إلى الحالات عبر مسوح دورية للفئات عالية الخطورة، على أن يلي ذلك إرشاد ومواكبة تحدّان بصورة ملموسة من التحوّل إلى سكري. وأكّد أنّ الهدف هو اعتماد هذه التدخّلات ضمن سلّة الخدمات وتوفير ميزانيات لتفعيلها على مستوى البلاد، خصوصًا في المناطق البعيدة عن المركز، وفي المجتمع العربي ولدى المهاجرين الجدد.
أمّا في محور التكنولوجيا الطبية لصحة الأطفال، فقال شحادة إنّ للمجلس دورًا مهمًا في تقديم توصيات للجنة سلّة الخدمات عند بحث أي تقنيات أو أدوية جديدة، مؤكّدًا أنّ الوقاية تبدأ من سن مبكرة وأنّ تثقيف الأهل عنصر حاسم لترسيخ عادات صحّية طويلة الأمد. وبخصوص إرشادات المدارس حول نمط الحياة الصحي، أوضح أنّ المجلس يقدّم إرشادات علمية، إلّا انّ لا ضمانات لتطبيقها؛ إذ يعود القرار إلى الوزارة تبعًا لأولويات الميزانيات.