أعلن نادي برشلونة الإسباني تعاقده رسميًا مع الجناح السويدي من أصل سوري، اللاعب الشاب روني بردغجي، البالغ من العمر 19 عامًا، قادمًا من كوبنهاغن الدنماركي، في صفقة بلغت قيمتها نحو 2.5 مليون يورو. وتُعد هذه الصفقة من أبرز التحركات الذكية للنادي الكتالوني هذا الصيف، إذ تشير التقديرات إلى أنها جاءت كفرصة سوقية نادرة نظرًا لانتهاء عقد اللاعب في ديسمبر المقبل.
من "الفتى الممتلئ" إلى نجم أوروبا
روني، المولود في الكويت لعائلة سورية مهاجرة قبل انتقاله إلى السويد، جذب الأنظار لأول مرة في ديسمبر 2023، عندما سجل هدفًا حاسمًا في شباك مانشستر يونايتد ضمن دوري أبطال أوروبا، وهو لم يُكمل عامه الـ18. الهدف الذي جاء في الدقيقة 87 من مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 4-4، حوّله إلى اسم لامع في سجلات الكشافين الأوروبيين، وأصبح أصغر لاعب يسجل ضد مانشستر يونايتد في البطولة، وكذلك أصغر هدّاف في تاريخ كوبنهاغن بدوري الأبطال.
المقارنات مع صلاح وهازارد
بردغجي يلعب كجناح أيمن تقليدي، يستخدم قدمه اليسرى، ويتميّز بالسرعة، الحدة، والسيطرة على الكرة في المواجهات الفردية. محللون شبّهوا طريقة لعبه بمحمد صلاح من حيث أسلوب الكسر إلى الداخل واللعب المباشر، بينما شبّهه آخرون بأدين هازارد من حيث البنية الجسدية وتوازن الحركة.
برونو ألماني، محلل كرة القدم في راديو SER الإسباني، قال: "روني لا يحتاج إلى حيل ليتجاوز خصمه، إنه لاعب عملي وفعّال جدًا، يلعب مباشرة وبذكاء تكتيكي كبير". أما مدربه السابق في كوبنهاغن ياكوب نيستروب، فقال عنه: "هذا الفتى يعتقد أنه وُلد ليبدأ في التشكيلة الأساسية. ثقته بنفسه مذهلة، وهذا ما يجعله مميزًا".
من ملاعب السويد إلى كامب نو
بدأ بردغجي مشواره في أكاديمية مالمو السويدية، ولفت الأنظار منذ سن مبكرة، حتى تلقى دعوة من توتنهام الإنكليزي في سن 12 عامًا لخوض فترة تجريبية، سجل خلالها ثلاثية وصنع هدفين. لكنه قرر العودة إلى السويد ومن هناك انتقل لاحقًا إلى كوبنهاغن الدنماركية، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بسبب المنافسة التقليدية بين الناديين.
لكن انطلاقته القوية توقفت بسبب إصابة قوية في الرباط الصليبي أبعدته عن الملاعب لمدة عام. ورغم ذلك، لم تفتر عزيمته، وعاد الموسم الماضي ليشارك في 6 مباريات مع الفريق الأول.
مشجع لبرشلونة منذ الطفولة
الحلم الكتالوني كان يراوده منذ سنوات الطفولة، إذ نشر بردغجي مرارًا صورًا له بقميص برشلونة عبر حساباته على مواقع التواصل، وكتب في سيرته الذاتية القديمة على إنستغرام: "برشلونة هو حياتي"، إلى جانب اسم ميسي وقلب أخضر. وقد عبّر عن سعادته الغامرة بعد توقيعه للنادي بقوله: "الحلم أصبح حقيقة".
ما ينتظر بردغجي في برشلونة؟
رغم أن النادي لم يحدّد بعد إن كان سيلتحق مباشرة بالفريق الأول أم سيبدأ مع الفريق الرديف "برشلونة B"، إلا أن بردغجي سيشارك في المعسكر التحضيري في آسيا، حيث ستكون أمامه فرصة لإقناع المدرب هانز فليك. ومن المتوقع أن يتدرب مع الفريق الأول بشكل دائم، حتى لو بدأ اللعب في صفوف الرديف.
ويُذكر أن بردجي ينافس على مركزه نجم برشلونة الصاعد لامين يامال، ما يفتح المجال أمام تنافس واعد بين موهبتين شابتين في مركز الجناح الأيمن.
طموح لا يعرف حدودًا
في مقابلة سابقة مع وسائل إعلام سويدية، قال بردغجي: "هدفي أن أصبح أفضل لاعب في العالم. لا يهمني إن كانت وجهتي ريال مدريد أو غيرها، أريد فقط أن أحقق هذا الحلم".
كما أن شقيقه الأصغر، ريان بردغجي (15 عامًا)، يخطو خطواته الأولى في فريق الشباب بكوبنهاغن، وقد صرّح روني أن طموحهما المشترك هو اللعب معًا يومًا ما في فريق واحد، وربما حتى في المنتخب السويدي.
خلاصة
روني بردغجي ليس مجرد صفقة مستقبلية لبرشلونة، بل مشروع نجم يمتلك كل مقومات الانفجار الكروي: الموهبة، الثقة، الطموح، والانتماء العاطفي للنادي. وإذا تمكن من تجاوز آثار إصابته واستعاد مستواه، فقد يكون أحد الرهانات الناجحة الجديدة التي تعيد للأذهان قصة صعود نجم مثل صلاح ولكن بنكهة كتالونية.