جدل واسع بعد مزاعم وجود عفن داخل فوط Always النسائية

وتظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على تيكتوك وإنستغرام فوطًا مغلّفة وغير مستخدمة، وُضعت أمام مصدر ضوء قوي، لتبدو داخلها بقع داكنة صغيرة. ولم تمضِ ساعات حتى تحوّل الفيديو إلى ظاهرة رقمية

تتصاعد منذ أيام موجة من الجدل على منصّات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقاطع مصوّرة تزعم وجود عفن داخل فوط Always النسائية الجديدة، ما أثار حالة من الهلع والتساؤلات حول سلامة واحدة من أكثر العلامات استخدامًا في العالم.
وتظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على تيكتوك وإنستغرام فوطًا مغلّفة وغير مستخدمة، وُضعت أمام مصدر ضوء قوي، لتبدو داخلها بقع داكنة صغيرة. ولم تمضِ ساعات حتى تحوّل الفيديو إلى ظاهرة رقمية، إذ بدأت نساء من دول مختلفة بإجراء الاختبار نفسه في مطابخهنّ وغرفهنّ، لتنهال المقاطع المشابهة وسط دهشة واسعة وردود فعل غاضبة.
من جهتها، نفت شركة Always، التابعة لمجموعة Procter & Gamble أي وجود لعفن أو تلوّث، مؤكّدة أنّ ما يظهر في الفيديوهات ليس سوى "ظلال طبيعية" في مكوّنات الفوط. وفي بيان رسمي نشرته مجلّة "Cosmopolitan"، أوضحت الشركة أنّ "الألوان الداكنة التي تظهر عند وضع الفوطة أمام الضوء ليست نتيجة تلوّث أو مواد غريبة، بل ظلال طبيعية تظهر في المنتجات التي تحتوي على لبّ الورق (pulp).
وأضافت، أنّ المواد المستخدمة في الفوط تخضع لاختبارات جودة صارمة قبل التصنيع وأثناءه، مؤكّدة انّ الشركة لا تستخدم مواد معاد تدويرها بل تعتمد على "ألياف جديدة تمامًا". ومع ذلك، لم يهدّئ البيان الجدل الدائر، إذ دعت نساء إلى فحص المنتجات مخبريًا بدلًا من الاكتفاء بالتجارب المنزلية، معتبرات أنّ الشركة لم تقدّم تفسيرًا كافيًا لما ظهر في المقاطع.
وأعادت هذه الفيديوهات إلى الواجهة قضايا سابقة تتعلّق بشركة Always، بعد أن شهد عام 2019 حملة رقمية واسعة حملت وسم #MyAlwaysExperience، اتّهمت خلالها نساء من إفريقيا الشركةَ بطرح منتجات سبّبت لهنّ طفحًا جلديًا وحروقًا في المناطق الحساسة. وبغضّ النظر عن مدى صحّة تلك الادعاءات، فقد سلّطت القضية الضوء على مكوّنات الفوط النسائية ومدى رقابة الجهات الصحّية عليها.
وبحسب تقارير علميّة، فإنّ الفوط الصحية التجارية لا تتكوّن فقط من القطن، بل تحتوي أيضًا على ألياف صناعية ومواد لاصقة وعطور، قد تطلق مواد كيميائية مثل الديوكسين والمركّبات العضوية المتطايرة والفثالات، وهي مواد ارتبطت في الدراسات باضطرابات هرمونية ومشكلات إنجابية محتملة؛ وإن لم تُثبت العلاقة السببية بشكلٍ قاطع حتى الآن.
كما أثارت القضية بُعدًا بيئيًّا إضافيًا، إذ تشير دراسات إلى أنّ نحو 90% من الفوط الحديثة تحتوي على البلاستيك، وأنّ الواحدة منها تحتاج إلى ما بين 500 و800 عام لتتحلّل، مطلقةً جزيئات بلاستيكية دقيقة تلوّث التربة والمياه وتدخل في السلسلة الغذائية. وتشير التقديرات إلى أنّ المرأة الواحدة قد تولّد خلال حياتها مئات الكيلوغرامات من النفايات الحيضيّة التي تبقى لقرون بعد استخدامها.
ومع ضعف الرقابة وغياب معايير واضحة تُلزم الشركات بالإفصاح الكامل عن المواد الداخلة في منتجاتها، تبقى النساء في مواجهة ضبابية تتعلّق بما يستخدمنه يوميًّا. فالشركات في كثير من الدول غير ملزمة بالكشف الكامل عن المكوّنات الكيميائية المستخدمة، نظرًا لتصنيف هذه المنتجات كـ"أجهزة طبية" في بعض التشريعات.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا التقرير تهدف إلى العرض الإخباري فقط، ولا تشكّل استشارة طبية. حتى اللحظة، لم تُثبت أي جهة مخبرية مستقلّة وجود عفن فعلي في منتجات Always، وتبقى الادّعاءات المنتشرة غير مؤكّدة علميًا.