بعد موجة الإنفلونزا | هل يواجه العالم فيروسًا خطيرًا من جديد؟

يتضح جليًا أن هذه سلالة شرسة وشديدة الخطورة، فقد تسببت في حالات مرضية خطيرة في بعض المناطق التي انتشرت فيها، ونحن نشهد بالفعل موسم إنفلونزا حادًا بسببها

حذّر عدد من الأطباء من انتشار سلالة جديدة وُصفت بـالشرسة من فيروس الإنفلونزا، مؤكدين أنها تقف وراء الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة عالميًا، وتتميّز بأعراض أشد من المعتاد. وبحسب شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أوضح مختصون أن السلالة الفرعية المعروفة باسم (K)، التابعة لمتحور الإنفلونزا A H3N2، والتي ظهرت خلال عام 2025، تُعد السبب الرئيسي للموجة الحالية من الإصابات.
موسم إنفلونزا حاد وتحذيرات طبية وقال الدكتور نيل مانيار، أستاذ ممارسة الصحة العامة في جامعة نورث إيسترن بمدينة بوسطن، في مقابلة مع فوكس نيوز، إن المؤشرات الطبية تظهر أن هذه السلالة أكثر شراسة وخطورة مقارنة بالسلالات السابقة. وأضاف: يتضح جليًا أن هذه سلالة شرسة وشديدة الخطورة، فقد تسببت في حالات مرضية خطيرة في بعض المناطق التي انتشرت فيها، ونحن نشهد بالفعل موسم إنفلونزا حادًا بسببها.
أعراض أشد من المعتاد وأوضح مانيار أن أعراض السلالة الجديدة لا تختلف من حيث النوع عن الإنفلونزا التقليدية، لكنها تظهر بحدة أكبر، وتشمل الحمى، القشعريرة، الصداع، الإرهاق الشديد، السعال، التهاب الحلق وسيلان الأنف، ما يزيد من العبء على الأنظمة الصحية.
اللقاحات الحالية لا تستهدف السلالة الجديدة وأشار الطبيب إلى أن لقاحات الإنفلونزا المتوفرة لهذا العام لا تستهدف بشكل مباشر السلالة الفرعية "K"، ما قد يفسر جزئيًا شدة الحالات المسجلة. وقال:اللقاح يظل مهمًا للغاية، لكن عدم التوافق التام مع هذه السلالة يُسهم، إلى حد ما، في زيادة شدة الإصابات التي نشهدها. وأضاف أن هناك مخاوف حقيقية من أن يكون هذا الموسم صعبًا، سواء من حيث عدد الإصابات أو من حيث خطورتها.
مناعة منخفضة وخطر انتشار أوسع وبيّن مانيار أن الاختلاف الكبير بين هذه السلالة والسلالات السابقة يعني أن المناعة الطبيعية لدى السكان ستكون منخفضة، الأمر الذي يرفع من احتمالات الانتشار السريع وتفاقم الأعراض لدى المصابين.
توصيات وقائية وفي ختام حديثه، شدد الطبيب على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، داعيًا إلى غسل اليدين بشكل منتظم وصحيح، وضرورة بقاء الأشخاص الذين يشعرون بتوعك أو تظهر عليهم أعراض المرض في منازلهم، للحد من انتقال العدوى.