خيمت أجواء من الصدمة والحزن على بلدة كفر قرع صباح اليوم (الخميس)، بعد مقتل الشاب فراس أبو فنة (29 عامًا) رميًا بالرصاص أثناء عمله في محل لتصليح الإطارات. الجريمة وقعت في ساعات الصباح الأولى، تاركة عائلته المفجوعة وأهل البلدة في حالة من الذهول والغضب.
شهادة أم ثكلى
في حديث مؤثر لراديو الناس، أجهشت والدة الضحية، ختام أبو فنة، بالبكاء وهي تصف ابنها:"فراس كان شابًا خلوقًا، محترمًا، خدومًا لكل الناس – للغريب والقريب. لم يكن له أي مشاكل مع أحد. كل حياته تعب وشغل. تزوج قبل ثلاث سنوات، ورُزق بطفل عمره سبعة أشهر فقط. كان يخرج صباحًا ليعمل ويعود آخر الليل. لم يكن طرفًا في أي نزاع، لكن للأسف دفع حياته ثمنًا بلا ذنب."
وأضافت الأم بحرقة:"ابني مثل الورد، لم يعرف طريق العنف. أحبّه الجميع، الجيران والأهل وأبناء البلدة. حتى زوجته بنت عائلة طيبة، والآن تُركت وحيدة مع طفل رضيع. كيف سيكبر هذا الطفل بلا أب؟ من يعوضه حنان والده؟"
مأساة إنسانية تفطر القلوب
المغدور فراس أبو فنة كان معروفًا في بلدته بدماثة خلقه وحب الناس له. أصدقاؤه وأقاربه أكدوا أنه كان شابًا مجتهدًا، لم يعرف سوى طريق العمل والرزق الحلال. والدته شددت على أنه "خرج صباحًا ليكسب قوت يومه، ولم يعد"، لتتحول العائلة بأكملها إلى ضحية جريمة عبثية.
واقع متكرر وغضب شعبي
هذه الجريمة ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة جرائم العنف التي تضرب المجتمع العربي. أهالي كفر قرع عبّروا عن سخطهم العميق من استمرار نزيف الدم، معتبرين أن تقاعس السلطات والشرطة عن لجم هذه الظاهرة بات يشكل خطرًا وجوديًا على أمنهم وأمانهم.
صرخة من قلب الألم
الأم الثكلى ختمت كلماتها برسالة موجعة:"حرام دم أولادنا. ابني لم يكن له ذنب. تعب على رزقه وبيته، وأُخذ من بيننا ظلمًا. لا نريد سوى العدل، ولا نريد أن يدفع الأبرياء ثمن صراعات الآخرين."