مخيم نور شمس في طولكرم
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007) )
تواصل قوات الجيش الإسرائيلي، منذ ساعات فجر اليوم الأحد، تنفيذ عمليات اقتحام ومداهمات واسعة النطاق في عدة محافظات من الضفة الغربية، وسط تصعيد عسكري لافت في مناطق الشمال، خاصة في طولكرم وجنين، بالتوازي مع تضييقات أمنية مشددة في نابلس والخليل.
عمليات عسكرية متواصلة في طولكرم
في محافظة طولكرم، دخل التصعيد العسكري الإسرائيلي يومه السابع والسبعين، وسط استمرار الاجتياح المتكرر لمخيم نور شمس لليوم الرابع والستين على التوالي. وتشهد المنطقة اشتباكات متقطعة، إطلاق نار كثيف، وتحليق طائرات مسيّرة في الأجواء، في ظل انتشار واسع للجنود والآليات العسكرية. وأسفرت هذه العمليات عن نزوح عائلات فلسطينية وتفاقم الوضع الإنساني داخل المخيم الذي يعاني من تدمير للبنى التحتية وغياب الخدمات الأساسية.
دمار كبير في جنين واستمرار الاشتباكات
أما في جنين، فتتواصل عمليات الجيش منذ أكثر من 80 يومًا دون انقطاع. ووفقًا لمعطيات بلدية جنين، فإن ما لا يقل عن 600 منزل قد دُمر بالكامل، بينما تضررت آلاف الوحدات السكنية الأخرى، ما جعلها غير صالحة للسكن. السكان يعانون من أوضاع معيشية قاسية ونقص في المياه والكهرباء والمواد الأساسية.
حصار خانق على نابلس
وفي نابلس، شددت قوات الجيش من قبضتها الأمنية، حيث أقامت حواجز عسكرية ثابتة ومتنقلة على مداخل المدينة وطرقها الرئيسية، ما أدى إلى شلل في الحركة وازدحامات مرورية خانقة، خاصة على حواجز المربعة، بيت فوريك، دير شرف، عورتا ومداخل قرى جنوب المدينة.
إصابة ومواجهات في الخليل
جنوبًا، أُصيب رجل فلسطيني يبلغ من العمر 58 عامًا بجروح بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الجيش على حاجز فرش الهوى شمال الخليل، وقد جرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما شهدت المدينة حملة اقتحامات واعتقالات، أسفرت عن توقيف المواطنين عبد سميح زماعرة وعبد السميع الواوي، بعد مداهمة منازلهما وتفتيشها بشكل دقيق.
وشهدت أحياء متفرقة من الخليل مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش التي استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت لتفريقهم.
إغلاق الطرق وتشديد الإجراءات في الحرم الإبراهيمي
كما أغلقت قوات الجيش طريق فرش الهوى بالاتجاهين، وواصلت إغلاق مداخل مدينة الخليل عبر السواتر والمكعبات الأسمنتية. وشهدت البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف تشديدات عسكرية ملحوظة، تخللتها إقامة حواجز ونقاط تفتيش، في إطار سياسة ممنهجة لتقييد حركة الفلسطينيين.
وتأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية في سياق تصعيد ميداني مستمر، يهدد بتفجر الأوضاع في الضفة الغربية، في ظل غياب أي أفق سياسي وحالة من الغليان الشعبي المتصاعد.