تشهد أوروبا موجة حرّ شديدة هي الأولى من نوعها هذا الصيف، مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت 46 مئوية، ووفاة عدد من الأشخاص، وإغلاق مؤسسات حيوية في دول عدة، وسط تحذيرات من أن هذه الظواهر ستصبح أكثر تكراراً بفعل تغيّر المناخ.
وفيات وحرائق في عدة دول
سُجّلت في فرنسا ثلاث حالات وفاة، إحداها لطفلة أمريكية توفيت جراء الإعياء أمام قصر فرساي، وأغلقت السلطات نحو 1900 مدرسة والجزء العلوي من برج إيفل. وفي إيطاليا، توفي شخصان على الأقل، كما شهدت مدينة فلورنسا انقطاعات كهربائية بسبب الضغط على شبكة التكييف.
وفي اليونان، أُغلقت المواقع الأثرية في أثينا خلال ساعات الذروة، بينما تواصلت عمليات إجلاء السكان من مناطق الغابات المتضررة جنوب المدينة، بسبب حرائق نشبت بفعل الحرارة والرياح.
درجات حرارة قياسية وتحذيرات بيئية
سجّلت البرتغال 46.6 درجة مئوية، الأعلى منذ بدء القياسات في يونيو، بينما رُصدت في إسبانيا درجة حرارة بلغت 46 مئوية في مدينة ولبة، مع تسجيل حرارة مياه البحر عند السواحل الإسبانية 30 درجة.
وأظهرت بيانات "كوبرنيكوس" التابعة للاتحاد الأوروبي أن حرارة سطح البحر تخطت المعدلات الطبيعية بخمس درجات، وسط تحذيرات من ارتفاع تركيزات الأوزون في الجو.
تداعيات متسارعة وتغير مناخي مستمر
السلطات الإيطالية فرضت قيوداً على العمل في الهواء الطلق، وسط توقعات بارتفاع إضافي خلال الأيام المقبلة. من جهتها، أكدت منظمة الأرصاد الجوية العالمية أن موجات الحر ستتكرر لاحقاً هذا الصيف، داعية إلى الاستعداد.
الأمم المتحدة وصفت الوضع بأنه "الواقع الجديد"، محذّرة من أن "الحرّ الشديد أصبح هو القاعدة لا الاستثناء"، فيما أظهرت دراسة طبية أن موجات الحرّ تقتل قرابة نصف مليون شخص سنوياً، وأن أوروبا ترتفع حرارتها بوتيرة تفوق ضعف المعدّل العالمي.