تتواصل سلسلة الاعتداءات على السائقين والعاملين في قطاع المواصلات العامة، في ظل تصاعد ما وصفه سائقون ونقابيون بـ”ترند الاعتداءات”، الذي يمتد من القدس إلى مختلف المدن. وجاء آخر تلك الحوادث صباح الجمعة في حيّ رموت بالقدس، حيث تعرّض السائق المقدسي محمد إسماعيل لاعتداء عنيف من شابين يبلغان 17 و18 عامًا، بعد دقائق من اعتدائهما على عامل النظافة خليل الرشق.
تفاصيل الاعتداء: ضرب بالحديد وسطل نفايات
محمد إسماعيل: ضربوني بالحديد وسطل نفايات
استوديو المساء مع شيرين يونس
08:28
يقول محمد إسماعيل لراديو الناس إن الحادث وقع عند الساعة السابعة والنصف صباحًا، بينما كان يقود خط 62: «ما إن فتحتُ باب الحافلة حتى أقدم الشابان على فتح هواء الطوارئ في الباب، وشعرتُ أن هناك خطرًا قادمًا». ويضيف أن أحدهما بدأ بتصويره بهدف نشر المقطع على شبكات التواصل: «أصبح الأمر أشبه بعادة أو ترند، يصورون ليتباهوا بالاعتداء».
وتابع محمد: «أمسك أحدهما بقضيب الباب ووجّه ثلاث ضربات قوية إلى زجاج السائق. من حسن الحظ لم ينكسر الزجاج، ثم سحب سطل النفايات وضربني به بقوة كبيرة حتى تسبب بكسر في إصبعي وإصابة في ظهري ورقبتي». وبحسب محمد، حاول مهاجم آخر ضربه من الجهة الخلفية عبر النافذة الجانبية، ما اضطره إلى حماية نفسه وإغلاق النافذة. ورغم الصدمة والألم، تمكن من الاتصال بالشرطة التي وصلت – على غير العادة – خلال خمس دقائق فقط، برفقة طاقم إسعاف.
الصدمة مستمرة حتى في النوم
يروي محمد بحسرة: «من شدة الصدمة لم أستطع النوم، وعندما نمتُ لثلاث ساعات فقط حلمتُ أن مجموعة من الأشخاص تطلب مني إزالة الرباط عن يدي المصابة، واستيقظت لأكتشف أنني فعلاً نزعته وأنا نائم».
ويشير إلى أن شركته لم تتخذ حتى الآن خطوات عملية لوقف سلسلة الاعتداءات: «هذه ليست الحادثة الأولى، وحتّى اللحظة لم أرَ أي إجراء فعلي يحمي السائقين».
نقابة العمال: الاعتداءات أصبحت “ترندًا خطيرًا” ونتجه لإضراب شامل
عامر حجاوي: الاعتداءات أصبحت “ترندًا خطيرًا” ونتجه لإضراب شامل
استوديو المساء مع شيرين يونس
06:03
من جانبه، قال عامر حجاوي، عضو نقابة العمال في الهستدروت لئوميت، لراديو الناس إن ما يجري ليس حادثًا معزولًا، بل موجة اعتداءات واسعة: «خلال يومي الخميس والجمعة فقط رصدنا أكثر من عشرة اعتداءات، ومن جميع الشركات، وفي مناطق مختلفة».
وأوضح أن النقابة ستعقد اجتماعًا طارئًا بمشاركة وزارة المواصلات ومسؤولي الشركات، لبحث خطوات الرد: «سنعلن عن آلية جديدة، والأغلب أننا نتجه نحو إضراب شامل في جميع أنحاء إسرائيل إذا لم تتخذ السلطات إجراءات حقيقية».
ورغم أن كثيرين يعتبرون أن الاعتداءات ذات طابع عنصري، يرى حجاوي أن الدافع الأساسي أصبح “حب الظهور”: «هي موجة تقليد وترند أكثر مما هي عنصرية، لكن نعم، السائقون العرب هم الأكثر تضررًا لأنهم يشكلون 90% من العاملين في هذا القطاع».
“طفايات الحريق تحولت إلى سلاح”
يشير حجاوي إلى أن الأدوات الموجودة في الحافلات – مثل طفايات الحريق – أصبحت نفسها وسيلة للاعتداء: «في أربعة باصات هذا الأسبوع فُتحت الطفايات على السائقين… هذا الشيء خطير للغاية».
ويؤكد أن وزارة المواصلات خصصت ميزانيات لدوريات حماية وباصات جديدة اعتبارًا من عام 2026: «نطالب بأن يكون الباب الفاصل بين السائق والركاب مُحكمًا بالكامل، تمامًا مثل قطارات إسرائيل».
وانتقد عامر ضعف الإجراءات القانونية: «أقصى ما يحدث هو تمديد اعتقال ليوم أو يومين ثم الإفراج… هذه رسالة خطيرة وتشجع المعتدين».