يشهد موسم "بلاك فرايدي" في الولايات المتحدة هذا العام تحوّلًا غير مسبوق، إذ تتراجع المتاجر الكبرى عن تقديم التخفيضات الواسعة المعتادة، نتيجة الارتفاع الحاد في أسعار السلع المستوردة بعد فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على الواردات من الصين ودول أخرى.
متاجر تحسب خسائرها قبل التخفيضات
شركة Upstream Brands، التي تبيع منتجاتها عبر مواقع مثل "أمازون"، قالت إن نحو ثلث أرباحها السنوية تتحقق في موسم العطلات، لكنها لن تتمكن من طرح تخفيضات هذا العام.
وأوضح مديرها، دَن باسكورس، أن منتجًا كان يُباع بـ20 دولارًا العام الماضي بات سعره اليوم 30 دولارًا بسبب ارتفاع كلفة المواد المستوردة. وأضاف: "من غير المعقول اقتصاديًا أن نخفض الأسعار بينما تكاليفنا تتصاعد بهذه الوتيرة".
قطاع التجزئة بين الأسعار والمنافسة
تواجه سلاسل التجزئة الأميركية وضعًا معقدًا؛ فهي عالقة "بين المطرقة والسندان"، كما وصفها خبراء شركة GlobalData. فمن جهة تسعى لحماية أرباحها بعد ارتفاع الأسعار، ومن جهة أخرى تخشى فقدان الزبائن الباحثين عن الخصومات.
تقرير لشركة PwC أشار إلى أن الإنفاق الاستهلاكي خلال موسم الأعياد سيتراجع بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي، في ظل انخفاض الدخل المتاح وتراجع الثقة الاقتصادية، خصوصًا لدى الفئة الشابة التي يُتوقع أن تقلّص مشترياتها بنسبة 23%.
علامات فاخرة ترفض الخصومات
بعض العلامات التجارية، مثل Coach وNike وRalph Lauren، اختارت الامتناع عن تقديم تخفيضات كبيرة، حفاظًا على صورتها الفاخرة.
وقال تود كاهن، المدير التنفيذي لشركة "كوتش"، إن "الابتعاد المقصود عن التخفيضات الواسعة يهدف إلى تعزيز قيمة العلامة التجارية في نظر الزبائن".
أما شركة Therabody المتخصصة بأجهزة العناية الصحية، فرفعت أسعارها بنسبة تصل إلى 7% هذا العام ونقلت جزءًا من إنتاجها إلى خارج الصين لتخفيف الأعباء الجمركية.
متسوقون ينتظرون الفرصة المناسبة
في المقابل، لا يزال المستهلك الأميركي يبحث عن العروض، رغم ارتفاع الأسعار وتراجع الثقة بالسوق.
وقالت أوليفيا ديتشو، وهي طبيبة أسنان من نيويورك: "لن أشتري أي شيء بالسعر الكامل، سأنتظر فقط التخفيض الحقيقي".
First published: 16:30, 12.11.25



