قررت السلطات الإيطالية استبعاد إسرائيل من المشاركة في معرض السياحة الدولي المقرر عقده الشهر المقبل، وذلك في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وبعد احتجاجات وضغوط شعبية واسعة شهدتها مدن إيطالية. ويُعد هذا القرار الأول من نوعه في قطاع السياحة، ما أثار مخاوف من أن يشكّل بداية لقرارات مشابهة في دول أخرى.
نادر جرايسي: "سابقة خطيرة قد تمتد إلى معارض عالمية أخرى"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:10
وقال الخبير في مجال السياحة والسفر نادر جرايسي، في حديث لراديو الناس، إن المعارض السياحية الدولية تُشكّل "جسرًا للتواصل بين الشعوب قبل أن تكون حدثًا اقتصاديًا"، موضحًا أنّها عادة ما تعرض "أحدث الوجهات السياحية والخدمات الفندقية والنقل، وتقوم على الانفتاح والاحترام المتبادل". وأضاف: "السياحة ليست موضوعًا سياسيًا بقدر ما هي مساحة للتعارف بين البشر، ولهذا فإن استبعاد أي دولة منها هو مؤشر سلبي وخطير".
ورأى جرايسي أنّ القرار الإيطالي قد يكون مقدمة لخطوات مماثلة في معارض أكبر، مثل معرض برلين الدولي أو معرض لندن السياحي، وهما من أهم الأحداث العالمية في هذا المجال. وقال: "هذه السابقة قد تتحول إلى أزمة متصاعدة، لأنها تعكس رفضًا شعبيًا ودوليًا لوجود رسمي إسرائيلي في ساحات الانفتاح السياحي".
السياحة مؤشر سلام وتعطيلها يضر
وأشار الخبير السياحي إلى أنّ السياحة أصبحت تُستخدم اليوم كأداة ضغط سياسي ودبلوماسي، موضحًا: "السياحة مؤشر للسلام والانفتاح، فإذا تعطلت بسبب الأزمات السياسية والأمنية فإنها تخلق جوًا غير مريح لا للزائر ولا للمضيف"، لافتًا إلى أنّ المظاهرات التي تشهدها إيطاليا احتجاجًا على الحرب على غزة ساهمت في هذا القرار.
كما تناول جرايسي تأثير هذه الأوضاع على حركة السياحة، قائلاً: "هناك تخوفات متزايدة بين السائحين القادمين من إسرائيل، سواء كانوا عربًا أو يهودًا، لأن جواز السفر الإسرائيلي بحد ذاته أصبح سببًا للشعور بعدم الترحيب". وأضاف: "الاعتداءات اللفظية أو الجسدية التي تعرّض لها سياح إسرائيليون في بعض الدول الأوروبية تعكس رد فعل طبيعي من شعوب تتابع يوميًا صور الحرب على غزة".
ضربة للعاملين في مجال السياحة
وشدد على أنّ هذه الأزمة تمثل "ضربة للعاملين في القطاع السياحي"، موضحًا أنّ غياب الجناح الإسرائيلي عن المعارض الدولية يعني ضعف حضور الوكلاء والشركات السياحية المرتبطة به. وقال: "نحن كعاملين في السياحة نُعرّف أنفسنا عادة من خلال الجناح الوطني الذي نمثلّه، وإذا غاب هذا البيت السياحي فإن قدرتنا على عرض برامجنا والتواصل مع العالم تصبح أضعف".
واختتم جرايسي حديثه بالتعبير عن أمله بعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي قائلاً: "السياحة هي لغة سلام، والسلام هو سياحة منفتحة. ما نعيشه اليوم أزمة ثقة وأزمة أمنية تؤثر على الجميع، ونأمل أن تزول قريبًا لتعود السياحة إلى دورها الحقيقي في تعزيز الحوار بين الشعوب".


