شهدت مدينة الناصرة مساء أمس مشهدًا سياسيًا استثنائيًا لم يشهده الشارع العربي منذ سنوات، حيث اجتمع قادة الأحزاب العربية الأربعة على منصة واحدة خلال المؤتمر السنوي للمركز العربي للتخطيط البديل الذي أقيم في فندق رمادا. وشارك في النقاش النواب أيمن عودة، منصور عباس، أحمد الطيبي، وسامي أبو شحادة، مستعرضين مواقفهم السياسية ورؤيتهم لمستقبل القائمة المشتركة.
منصور عباس: قائمة ثنائية بين الجبهة والتجمع والموحدة والتغيير
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمود
19:02
منصور عباس: السياسة لا تُدار بالعواطف
وفي مقابلة خاصة عبر "راديو الناس"، قدّم رئيس القائمة العربية الموحدة، د. منصور عباس، رؤية أكثر براغماتية، موضحًا أنّ الهدف الرئيسي ليس رفع نسبة التصويت فقط، بل العمل على إسقاط حكومة نتنياهو وتشكيل بديل سياسي يمكن للأحزاب العربية التأثير على قراراته.
خطاب موجه للمجتمعين العربي واليهودي
عبّاس شدد على أن أي شراكة مستقبلية تتطلب خطابًا سياسيًا عقلانيًا ومقبولًا لدى المجتمع اليهودي أيضًا، معتبرًا أن الحديث عن تغيير حكومي دون بناء ثقة مع الشارع اليهودي "يبقى شعارات بلا نتائج".
تحالفات محتملة وتلميحات سياسية جديدة
وفي خطوة اعتُبرت الأبرز خلال اللقاء، أشار عباس إلى أنه لا يستبعد سيناريو قائمتين عربيتين بالاتفاق والتنسيق الكامل، كاشفًا عن طرح يسمح بتحالف الجبهة والتجمع معًا، في حين تتحالف الموحدة مع العربية للتغيير، بهدف ضمان أكبر تأثير سياسي بعد الانتخابات.
سيناريو القائمتين يعود إلى الطاولة بقوة
وفي خضم النقاش حول مستقبل التمثيل السياسي العربي، عاد سيناريو الترشح عبر قائمتين ليبرز كخيار عملي لدى بعض القيادات. فوفق ما كشفه د. منصور عباس، فإن الموحدة لا تمانع تحالفًا ثنائياً يجمعها مع الحركة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي، فيما قد تتجه الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي نحو تحالف ثنائي آخر إن تعذّر توحيد الأطراف الأربعة ضمن قائمة واحدة.
ويُنظر إلى هذا الطرح كحلّ وسط يهدف لمنع تكرار أخطاء الماضي وإهدار الأصوات، مع المحافظة على التنوع السياسي داخل التمثيل العربي في الكنيست، في الوقت ذاته الذي يعمل فيه على بناء كتلة وازنة قادرة على التأثير في تشكيل الحكومة المقبلة وعدم ترك الساحة البرلمانية للأحزاب اليمينية.
"المعركة ليست بيننا" ودعوة لتهدئة الخطاب
وجّه عباس رسالة إلى الشارع العربي والإعلام، داعيًا إلى تخفيف التوتر الداخلي بين الأحزاب العربية، لأن "المعركة الحقيقية هي مع قوى الإقصاء والعنصرية"، داعيًا جميع القوى المجتمعية إلى دعم توجه يعزز الشراكة العربية – اليهودية لمواجهة تحديات المرحلة.
هل تقترب لحظة الحسم؟
ورغم الأجواء الإيجابية نسبياً، إلا أنّ ملامح الاتفاق لم تكتمل بعد. ويبقى السؤال المركزي:هل تنجح الأحزاب العربية في استثمار هذه اللحظة التاريخية والعودة إلى وحدة انتخابية قبل فوات الأوان؟

