أكّد د. مهند دعنا، المختص في طب الأعصاب للأطفال وتطوّر الطفل، أنّ دواء الباراسيتامول – المعروف تجاريًا بأسماء مثل أكامول – يُعد من أكثر الأدوية شيوعًا لعلاج الحُمّى والآلام، ويُستخدم منذ عقود على نطاق واسع للأطفال والبالغين على حد سواء، بل ويُصرف في الصيدليات وحتى بعض المحال التجارية من دون وصفة طبية.
د. مهند دعنا: لا دلائل علمية تثبت علاقة الباراسيتامول باضطراب التوحّد
المنتصف مع شيرين يونس
06:21
وقال د. دعنا في حديثه لراديو الناس: "الباراسيتامول من الأدوية المثبتة علميًا والآمنة عمومًا، وهو يُعطى للأطفال منذ الأشهر الأولى وحتى الكبار، ولا توجد قيود محددة على عمر مستخدميه".
وردًا على ما أثير مؤخرًا من تصريحات – بينها توصية نُسبت للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب – بشأن وجود علاقة محتملة بين تناول الباراسيتامول خلال الحمل أو الطفولة وزيادة معدلات الإصابة بالتوحّد، أوضح دعنا أنه لم يجد في المراجع العلمية المعتبرة ما يؤكد هذه الفرضية. وقال: "اطّلعت على ما نُشر عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كما بحثت في قواعد البيانات الطبية العالمية، ولم أجد أي دراسة علمية واسعة وموثوقة تُثبت علاقة مباشرة بين الباراسيتامول ومرض التوحّد".
وأشار إلى أنّ المؤسسات الصحية العالمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لم تصدر حتى الآن أي توصيات أو تحذيرات بهذا الخصوص، لافتًا إلى أنّ الدواء لا يزال يُستخدم في المستشفيات والعيادات بشكل اعتيادي، بما في ذلك لدى النساء الحوامل، شرط الالتزام بالجرعات الموصى بها.
وأضاف دعنا أنّ انتشار الأخبار غير المؤكدة عبر وسائل الإعلام يثير تساؤلات مشروعة لدى الأهالي، لكنه شدّد على أنّ الأطباء في البلاد يعتمدون دائمًا على توصيات وزارة الصحة والجهات العلمية الرسمية. وأضاف:"نحن لا نتعامل مع أي تصريح من أي جهة، مهما كانت، على أنه حقيقة مطلقة. لدينا وزارة صحة تضم خبراء وباحثين، وهي المخوّلة بإصدار الإرشادات الرسمية. وحتى اللحظة، لم نتلق أي توصية تشير إلى وجود خطر مثبت من الباراسيتامول".
وفي سياق متصل، تطرّق دعنا إلى دواء آخر يُسمى لوكوفورين (Leucovorin)، وهو أحد أشكال حمض الفوليك ويُستخدم عادة في بعض علاجات السرطان. وأوضح أنّ بعض الأبحاث المحدودة أشارت إلى احتمال مساهمته في تخفيف أعراض التوحّد لدى بعض الأطفال، لكنه أكد أنّ هذه النتائج "أولية وغير مؤكدة، وما زالت بحاجة إلى عينات أوسع ودراسات أعمق".
واختتم د. دعنا بالقول: "نحن نحترم كل الآراء والتوجهات، لكننا في النهاية ننتظر التعليمات الرسمية المستندة إلى الأدلة العلمية. رسالتنا للأهالي أن يلتزموا بالجرعات الموصى بها، وألّا ينجرّوا وراء الشائعات قبل صدور الموقف الرسمي لوزارة الصحة".