رؤساء مستوطنات الضفة في أبو ظبي: نحو "تحالفات جديدة" تُجهض الدولة الفلسطينية

زيارة علنية نادرة لرؤساء مستوطنات الضفة إلى الإمارات تكشف عن مساعٍ لتكريس شرعية دولية للاستيطان وتجاوز السلطة الفلسطينية        

راديو الناس|
2 عرض المعرض
رئيس مجلس "يشع" إسرائيل غانتس والدكتور علي راشد النعيمي من دولة الإمارات.
رئيس مجلس "يشع" إسرائيل غانتس والدكتور علي راشد النعيمي من دولة الإمارات.
رئيس مجلس "يشع" إسرائيل غانتس والدكتور علي راشد النعيمي من دولة الإمارات.
( تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
في زيارة وُصفت بأنها "تاريخية" من حيث التوقيت والرمزية، شارك وفد من رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، الأسبوع الماضي، في إفطار رمضاني رسمي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بدعوة من الدكتور علي راشد النعيمي، أحد أبرز وجوه المجلس الوطني الاتحادي في الدولة الخليجية. وأفاد بيان صادر عن مجلس "يشع" الاستيطاني، أن الزيارة تمثل أول دخول رسمي لمسؤولين عن مشروع الاستيطان الإسرائيلي إلى دولة مسلمة.
محاولات لتكريس شرعية دولية للمستوطنات
الزيارة، التي شملت لقاءات مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال وشخصيات نافذة في الإمارات، جاءت في إطار ما وصفه رئيس مجلس "يشع"، إسرائيل غانتس، بـ"حقبة جديدة تفرض تحالفات غير تقليدية وتفكير خارج الصندوق". ونُقل عن غانتس قوله في جلسة مغلقة إن "التغيرات الأخيرة على الساحة الإقليمية والدولية تفتح الباب أمام الاعتراف العلني بالتوسع الاستيطاني كأمر واقع، دون اشتراط إقامة دولة فلسطينية". وحسب ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن اللقاءات هدفت لتوسيع شبكة التطبيع مع دول الخليج، وتحديدًا مع السعودية، على قاعدة تجاهل مطلب تفكيك المستوطنات أو الانسحاب منها، وهو مطلب فلسطيني وعربي تقليدي في أي تسوية محتملة.
2 عرض المعرض
أعضاء الوفد الإسرائيلي، ومن ضمنهم رؤساء سلطات محلية من مجلس "يشع"، خلال زيارة إلى دولة الإمارات
أعضاء الوفد الإسرائيلي، ومن ضمنهم رؤساء سلطات محلية من مجلس "يشع"، خلال زيارة إلى دولة الإمارات
أعضاء الوفد الإسرائيلي، ومن ضمنهم رؤساء سلطات محلية من مجلس "يشع"، خلال زيارة إلى دولة الإمارات
( تصوير: دوريت شيختر، الناطقة باسم مجلس "يشع")
التفاف على السلطة ومراهنة على "تآكلها"
الصحيفة نقلت عن مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية أن هنالك تفكيرًا داخل أجهزة الدولة بتقسيم مناطق الضفة إلى "محافظات" تُدار محليًا، في خطوة تُفهم كمقدمة لتفكيك السلطة الفلسطينية بصيغتها المركزية الحالية. وأشارت المصادر إلى تجربة محتملة في مدينة الخليل، حيث تُدرس إقامة إدارة محلية فلسطينية "مستقلة" تتعامل مباشرة مع الجيش الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة للصحيفة إن القناعة تتعزز بأن السلطة الفلسطينية "فقدت شرعيتها الشعبية، وتحوّلت إلى كيان فاسد لا يمثل تطلعات الفلسطينيين"، وهي الرواية التي تتقاطع، وفق التقرير، مع خطاب المستوطنين الطامح إلى تجاوز السلطة كوسيط أو كممثل للفلسطينيين.
التحالف مع إدارة ترامب... والخليج
التقارب بين المستوطنين وبعض النخب الإماراتية ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى سنوات خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حين أقام قادة المستوطنين، مثل يوسي داغان، علاقات تجارية وشخصية مع أطراف في الخليج. وبحسب التقرير، فإن هذه العلاقات باتت تُستثمر الآن لدفع باتجاه "تطبيع لا يشترط الانسحاب ولا يعارض التوسع الاستيطاني".
وأكد التقرير أن هذه المساعي تجري بمعزل عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأن المستوطنين يسعون لخلق "قناة خاصة" لهم مع الخليج، تتجاوز أي التزامات إسرائيلية سابقة تجاه القضية الفلسطينية.