في شهادة تكشف حجم الكارثة الإنسانية والصحية المتفاقمة في قطاع غزة، أكد الدكتور عاهد سمور، مدير عام الرعاية الصحية في القطاع، أن المستشفيات والمراكز الطبية تعمل في ظروف قاهرة، وسط نقص حاد في الموارد، وازدياد مهول في حالات الوفاة بسبب الجوع، لا سيما بين الأطفال.
مدير الرعاية الصحية في غزة: فقدنا السيطرة والمجاعة تطال الطواقم الطبية
استوديو المساء مع شيرين يونس
07:07
وفي مقابلة مع "راديو الناس"، قال سمور إن القطاع الصحي وصل إلى مرحلة حرجة للغاية، مشيرًا إلى أن المستشفيات تستقبل أعدادًا كبيرة من المصابين نتيجة القصف والغارات، إضافة إلى نحو مئة حالة وفاة مرتبطة بالمجاعة وسوء التغذية، معظمهم من الأطفال، مؤكدًا أن "الوضع محسوس ومؤلم".
المجاعة لا تفرّق... حتى الأطباء ينهارون من الجوع
لفت الدكتور سمور إلى أن المجاعة لم تقتصر على المدنيين، بل باتت تطال الطواقم الطبية نفسها، قائلاً: "لدي أطباء وممرضون يتعرضون لحالات إغماء أثناء عملهم بسبب الجوع والإرهاق، لا يستطيعون إكمال مهماتهم... نحن لا نتحدث عن مشهد طبيعي، بل عن انهيار كامل للمنظومة الصحية".
وأضاف أن الطواقم لا تغادر أماكن عملها للحصول على مساعدات خوفًا على حياتها، بينما بعض السكان يضطرون للمخاطرة بأنفسهم للحصول على القليل من الدقيق أو الطعام.
وأشار إلى أن الأوضاع في المستشفيات دفعت الأطباء إلى المفاضلة بين المرضى، أي تحديد من يمكن إنقاذه ومن تُرك لغياب الإمكانيات، قائلًا: "نتعامل مع الحالات حسب ما هو ممكن... الموارد شحيحة، الأدوية والمستلزمات الأساسية شبه منعدمة".
نداء إنساني للعالم: "نملك فقط الصوت والصورة"
وأكد سمور أن وزارة الصحة في غزة لم تعد تملك أي أدوات سوى إيصال صوتها وصور الواقع المأساوي للعالم، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل، مشددًا على أن وزارة الصحة الإسرائيلية على اطلاع كامل بالوضع الصحي في غزة، عبر منظمة الصحة العالمية، وأن التنسيق لا يزال قائمًا في قضايا صحية كأخذ عينات من مياه ملوثة.
وقال: "الوضع الصحي والبيئي في القطاع كارثي، وهم يعلمون ذلك جيدًا... نأمل أن يتم الضغط على الحكومة الإسرائيلية، فحتى إن لم يكن وقف إطلاق النار ممكنًا حاليًا، فيجب تسهيل دخول الطعام والدواء وكسر الحصار على الأقل".