تحدث الإعلامي والمحلل السياسي السعودي عبد العزيز الخميس مقابلة مع "راديو الناس" من إسرائيل، حيث يشارك في زيارة بدعوة من مجموعة إسرائيلية جديدة تُعنى بتعزيز الاستقرار الإقليمي والانفتاح. وأكد الخميس خلال حديثه أن زيارته تأتي بصفته الشخصية كإعلامي مستقل، ولا تمثل موقفًا رسميًا للحكومة السعودية.
زيارة إلى الكنيست وخطاب أمام النواب
الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس: السلام بين إسرائيل والسعودية سيحدث فقط بعد حصول الفلسطينيين على حقوقهم
استوديو الخميس مع فراس خطيب
06:25
الإعلامي والمحلل السياسي السعودي الخميس أوضح أن مشاركته تضمنت إلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي، عبّر فيه عن رؤيته كعربي وخليجي وسعودي، مشيرًا إلى أن الخطاب ركّز على أهمية الحقوق الفلسطينية كمدخل حقيقي لتحقيق السلام، قائلاً: أبرزت في خطابي ضرورة الالتزام بالسلام، وأن العنف لا يؤدي إلى أي نتيجة، وأن فائض القوة الإسرائيلية يجب أن يُوظف في اتجاه السلام، لا الاستمرار في العنف".
وأكد أن الخطاب لاقى تفاعلًا إيجابيًا، حتى من بعض الشخصيات الفلسطينية المقربة من دوائر القرار، قائلاً: "جاءني كثير من الفلسطينيين يشيدون بالخطاب وبالصحوة التي تضمنها، وبالرسائل التي طرحتها حول حقوق الفلسطينيين".
لقاءات مع أعضاء كنيست عرب
وحول ما إذا كان قد التقى بأعضاء عرب في الكنيست خلال زيارته، قال الخميس إنه التقى بالفعل بعدد من الشخصيات، دون أن يتذكر أسماءهم بدقة، مشيرًا إلى أن اللقاءات لم تكن مع قادة أحزاب معروفة مثل منصور عباس أو أيمن عودة. وأضاف: "التقيت ببعض العرب الموجودين هنا، لكن لا يحضرني اسم محدد الآن، أعتقد أنه لم يكن من الأحزاب العربية التقليدية".
السلام في ظل الحرب على غزة
ورغم الانتقادات التي وُجهت له بسبب زيارته في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، دافع الخميس عن توقيت الزيارة، معتبرًا أن الحديث عن السلام يجب أن يكون أكثر إلحاحًا في أوقات النزاع. وقال: "هذا هو الوقت الذي يجب أن ندعو فيه للسلام، حين يكون هناك قتل وسفك دماء من الجانبين، وقتل أطفال ونساء، وأسرى ورهائن. لا بد من محاولة لإنهاء هذه المأساة".
وقال لراديو الناس: "السلام بين إسرائيل والسعودية سيحدث فقط بعد حصول الفلسطينيين على حقوقهم"
كما شدد على أن التواصل المباشر ضروري لفهم الآخر، قائلاً: "مشكلتنا مع الإسرائيليين أننا لا نتواصل معهم، لا نفهم وجهة نظرهم، ولا هم يفهمون وجهة نظرنا".
لا يمثل الحكومة السعودية
الخميس أوضح أن زيارته إلى تل أبيب ليست بتنسيق رسمي مع السلطات السعودية، وقال بوضوح: "أتيت كإعلامي مستقل، أُعبّر عن رأيي فقط. لا أمثل أي جهة رسمية، وللسعودية رجالها السياسيون وممثلوها الرسميون".
لكنه أشار إلى أن رؤيته تعبّر عن "تيار داخل السعودية يؤمن بأهمية التفاهم والحوار، وضرورة السلام المبني على احترام حقوق الفلسطينيين".
لا تطبيع دون حل عادل للفلسطينيين
وفي ما يخص تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، شدد الخميس على أن أي تقارب لا يمكن أن يتم دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، قائلاً: "قلت للإسرائيليين على مدى ثلاث سنوات، لا تتوقعوا أي سلام أو تطبيع مع السعودية من دون حل للقضية الفلسطينية، وضمان كامل للحقوق الفلسطينية، من غزة إلى الضفة".
وأضاف: "نختلف مع من يظن أن اتفاقًا محدودًا في غزة يمكن أن يُستكمل بتطبيع مع العرب. نحن نريد حلًا يضمن عدم تكرار الحروب، ويشمل الضفة وغزة".
موقفه من الحكومة الإسرائيلية الحالية
ورداً على سؤال حول مواقف بعض الوزراء الإسرائيليين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يروجون لسياسات ضم واحتلال، قال الخميس: "صحيح أن هناك متشددين، لكن هناك أيضًا من يدعون للسلام، ويجب دعمهم. حضوري في الكنيست كان بهدف تأكيد أن السلام هو الخيار الوحيد، وأن الاتفاق مع الفلسطينيين أهم من أي اتفاقات أخرى".
السعودية لا تنوي إدارة غزة بعد الحرب
نفى الخميس ما يُتداول عن إمكانية أن تتسلم السعودية إدارة قطاع غزة بعد الحرب، قائلاً : "لا، أبدًا. الأرض الفلسطينية للفلسطينيين، وهم من يقررون من يدير شؤونهم. السعودية تدعم الفلسطينيين، لكنها لا تتدخل في شؤونهم الداخلية". وختم بقوله: "من يختاره الفلسطينيون نحن سندعمه، لكننا لا نحل محل أحد. الفلسطينيون وحدهم يقررون مستقبلهم".