نعاني منذ عقود ولا تغيير: المنخفض الجوي يكشف رداءة البنى التحتية في مجد الكروم

فيضانات مجد الكروم تكشف عن بنية تحتية متآكلة ومتضررون يناشدون السلطات بالتدخل الفوري، وخبراء يحذّرون من مواسم مطرية أشدّ في ظل تغيّر مناخي متسارع 

فيضانات تسبب اضرارا في مجد الكروم
شهدت بلدة مجد الكروم في الجليل، خلال المنخفض الجوي الأخير، سلسلة من الأضرار نتيجة تدفّق مياه الأمطار بكميات كبيرة فاقت قدرة البنية التحتية القديمة على الاستيعاب، ما أدى إلى فيضانات طالت المنازل والمحال التجارية في بعض الأحياء.
وتنضم هذه الحادثة إلى سلسلة من الفيضانات التي تتكرر سنويًا في البلدة، وسط مطالبات متصاعدة بوضع حلول جذرية لمشكلتي تصريف المياه وتحديث شبكات الصرف.

“نعاني منذ عشرات السنين”

احمد خلايلة من مجد الكروم: نعاني منذ عقود والبنية التحتية لم تُحدَّث
هذا النهار مع شيرين يونس
05:24
وفي حديث لراديو الناس، قال أحمد خلايلة من مجد الكروم، أحد المتضررين، إن البلدة تشهد مشكلتين أساسيتين تتعلقان بتصريف الأمطار في منطقتين محددتين، موضحًا أن ما أُنجز من أعمال تطوير “مجرد معالجة شكلية لا ترتقي إلى مستوى الحاجة”.
وأضاف خلايلة: “نعاني منذ عشرات السنين من تدفّق كميات مضاعفة من مياه الأمطار بسبب انحدار المناطق المحيطة، وشبكات الصرف الحالية غير قادرة على استيعاب هذه الكميات.” وأوضح أنّ جزءًا من المشكلة يعود إلى موقع البلدة الجغرافي، حيث تتدفّق الأمطار من المناطق المرتفعة في البعنة و دير الأسد نحو الأحياء الشرقية من مجد الكروم، ما يؤدي إلى تزايد الضغط على القنوات القديمة. وأضاف:
وتابع: “نحتاج إلى استبدال الأنابيب الحالية بأخرى أكبر بثلاثة أضعاف؛ فهي مصمّمة لسنوات لم تكن فيها البلاد تشهد هذه الكميات من الأمطار.”

أضرار للمنازل والمحال وازدحام يفاقم المشكلة

وأشار خلايلة إلى أنّه تمكّن في المنخفض الأخير من حماية منزله عبر سدّ المداخل والخشبية، لكنّ الأضرار لحقت بمنزل جاره الذي لم يكن حاضرًا لحظة هطول الأمطار. كما لفت إلى مشكلة اجتماعية تزيد من حجم الخسائر، إذ قال: “بعض السائقين يمرّون بسيارات كبيرة وكأنهم في جولة استكشاف، ما يجعل الأمواج ترتدّ نحو البيوت والمحال وتزيد الضرر.”
وتضررت أيضًا محال تجارية تقع على الشارع الرئيسي، حيث دخلت المياه إلى الدكاكين والمطاعم، متسببة بخسائر في السلع والملابس. وطالب خلايلة المجلس المحلي بالتحرك الفوري: “على المجلس أن يُغلِق المنطقتين المتضررتين فور بدء هطول الأمطار، وأن يُرسل الجرافات والآليات لمنع مرور السيارات إلى حين مرور السيل.” كما ناشد رئيس المجلس المحلي سليم صليبي ومدير اتحاد مياه الجليل التدخل لإيجاد حل جذري للمشكلة.

خبير: “المواسم القادمة أشدّ… والبنى التحتية غير جاهزة”

د. عبد الله خطبا: المواسم القادمة أشدّ… والبنى التحتية غير جاهزة”
هذا النهار مع شيرين يونس
03:50
في السياق ذاته، قال الدكتور عبد الله خطبا، مدير مركز الناصرة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، في مقابلة مع راديو الناس، إن المنخفض الأخير لم يكن عاصفة كاملة، لكنه تشكل في اللحظة الأخيرة وجاء إلى منطقة كانت دافئة نسبيًا، ما تسبب بتشكل تيارات هوائية قوية ظهرت آثارها في عدة بلدات.
د. عبدالله خطبا - مدير مركز "الناصرة" لعلوم وتكنولوجيا الفضاءد. عبدالله خطبا - مدير مركز "الناصرة" لعلوم وتكنولوجيا الفضاءوفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007)
وأضاف خطبا: “نحن أمام تغيّر مناخي حاد؛ الفصول التقليدية لم تعد موجودة. لا خريف ولا ربيع… هناك صراع مباشر بين الصيف والشتاء.”
وأوضح أن البلاد أصبحت تشهد فترات جفاف طويلة تتخللها موجات مطر غزيرة خلال ساعات قليلة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للبلدات التي لا تمتلك بنية تحتية قوية.
وأشار إلى أن الأسبوع الحالي سيكون مستقرًا نسبيًا، لكن المعطيات تشير إلى موسم مليء بالمنخفضات القوية والباردة: “نحن مقبلون على منخفضات تحمل كميات كبيرة من الأمطار خلال 24 إلى 48 ساعة، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر إذا لم تُعالَج مشكلات البنى التحتية فورًا.”
وأردف: “البنية التحتية في البلاد غير مهيّأة لاستقبال 50 أو 60 أو حتى 100 مليمتر في يوم واحد. إذا لم نتدارك الأمر، قد نشهد أضرارًا واسعة.” حاولنا التواصل مع رئيس المجلس المحلي في مجد الكروم سليم صلبي ولا يوجد رد حتى الان، في حال ورود تعقيب من المجلس المحلي سننشره بالحال.