بدأ الرئيس السوري زيارة رسمية نادرة إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، وذلك بعد أيام من إزالة اسمه من قوائم الإرهاب الأمريكية.
الرئيس السوري الجديد، الذي قاد تحالفًا عسكريًا أطاح بالحكومة السابقة نهاية العام الماضي، زار الولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن هذه الزيارة تعد الأولى لرئيس سوري إلى واشنطن منذ عقود.
وصل الزعيم السوري مساء السبت إلى العاصمة الأمريكية، حيث التقى بمجموعة من المنظمات السورية بحضور مسؤولين في الخارجية السورية. وكان قد التقى بالرئيس الأمريكي خلال زيارة إقليمية له في السعودية في الأشهر الماضية.
من المتوقع أن تشمل الزيارة توقيع اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وذلك في خطوة تُعتبر استمرارًا للجهود التي أسفرت عن هزيمة التنظيم في 2019 بالتعاون مع قوات محلية في سوريا.
كما تعتزم الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق، في إطار دعم الاستقرار وتعزيز الأمن في المنطقة. تسعى سوريا، التي أنهت صراعًا دام 14 عامًا، إلى تأمين تمويلات ضخمة لإعادة الإعمار، حيث تُقدّر التكاليف بمئات المليارات من الدولارات.
قبل أيام، أزالت الولايات المتحدة رسميًا اسم الرئيس السوري من قائمة الإرهاب، بعد رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه، في خطوة جاءت نتيجة للتعاون المتزايد بين دمشق وواشنطن.
ومنذ توليه منصبه، قطع الرئيس الجديد علاقاته مع الجماعات المتشددة وبدأ مبادرات للحوار مع الغرب ودول المنطقة، بالإضافة إلى إجراء مفاوضات مع إسرائيل رغم استمرار حالة الحرب النظرية بين البلدين. وتُظهر لقطات سابقة للرئيس السوري ووزير خارجيته وهم يلعبون كرة السلة مع مسؤولين أمريكيين كبار في زيارات متبادلة تعكس تغيرًا في العلاقة بين البلدين.
يُذكر أن المفاوضات المرتقبة بين سوريا وإسرائيل، والتي ستُناقش في اللقاء الرئاسي، تهدف إلى اتفاق أمني يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في جنوب سوريا ووقف الغارات الجوية على الأراضي السورية.
ويرى محللون أن هذه الزيارة تمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا ودعمًا للحكومة الجديدة التي تسعى لاستعادة الاستقرار في بلد مزقته سنوات من العنف. كما التقى الرئيس السوري مؤخرًا الرئيس الفرنسي في قمة دولية، حيث أكد الأخير على أهمية مشاركة سوريا الفاعلة في مكافحة الإرهاب في المنطقة.


