صفورية
أصدرت لجنة المتابعة بيانا حيّت فيه الجماهير الحاشدة التي تدفقت اليوم الخميس بعشرات المسيرات العشبية الوحدوية الى مواقع القرى المدمّرة المهجّرة لـ"تعلن دب الحياة فيها من جديد، وعلى أساس يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، كما وجهّت تحياتها لجمعية الفاع عن حقوق المهّجرين، ودانت "محاولات الشرطة لاستفزاز المشاركين، وبشكل خاص في قرية صفورية، سعيا لتلبية توجهات وزيرها الكهاني" وفقا لما ورد في بيان.
وقالت المتابعة، إن "جماهير شعبنا لبّت اليوم الخميس، نداء جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين في وطنهم، ونداء لجنة المتابعة، بالانتشار بمسيرات شعبية في مواقع عشرات القرى المهجّرة وبزخم أكبر، ليكون هذا الرد الشعبي على شروط وقيود المؤسسة الحاكمة على المسيرة الوحدوية القطرية، التي كان من المفترض أن تجري عصر هذا اليوم في قرية كفر سبت، قضاء طبرية".
وقال رئيس المتابعة محمد بركة، "في هذا اليوم الذي تحاول فيه إسرائيل تحريف تاريخ وهوية هذا البلد، وتعلن أنه يوم استقلال، فإنه يوم نكبة الشعب الفلسطيني، ونحن قلناها في العام 1998 لأول مرّة، يوم استقلالهم يوم نكبتنا".
وأضاف، "المؤسسة الحاكمة منعت مسيرة العودة القطرية الوحدوية، من خلال فرض شروط لا يمكن قبولها او احتمالها، ومارست الاستفزاز والملاحقة، فماذا كانت النتيجة؟ لقد دبّت الحياة في العروق الحزينة لعشرات القرى المهجرة، وعاد اهلها. ولو موقتا، لتسطير قصة الحب بين الانسان والمكان، المعبّقة برحيق الزمان العامر وضوع عطر الربيع الفلسطيني".
وشدد بركة على أن "المؤسسة الحاكمة واهمة إذا اعتقدت أن بسياساتها قادرة على اقتلاع الذاكرة والرواية والحق الفلسطيني على وطنه، فالذكرة تنتقل بقوة من جيل الى جيل، وهكذا ستكون حتى تتحقق العودة، التي لا عودة عنها".
الشرطة تحاول منع الفعاليات في صفورية بحجة مظاهرة غير مرخّصة
وصباح اليوم، حاولت الشرطة الإسرائيلية اليوم منع زيارة جماهيرية في صفورية، شارك فيها ناشطون وأُسر من المهجّرين، بدعوى أنها "مظاهرة غير مرخّصة"، وهو ما رفضه رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، مؤكدًا أن ما جرى "تدخل سياسي لا يستند لأي أساس قانوني".
وفي تصريحات ميدانية، قال بركة إن الشرطة "تطبّق تعليمات سياسية فرضتها الحكومة، وليس أنظمة قانونية"، مؤكدًا أن الجولة ستستمر رغم التهديدات.
وشهدت المنطقة تواجدًا كثيفًا لقوات الشرطة، التي أطلقت عدة تهديدات للمشاركين، بالتفريق والاعتقال، في محاولة للضغط عليهم وإنهاء الفعالية.
ورغم ذلك، يواصل الأهالي والوفود الزائرة جولاتهم داخل ممرات صفورية، مؤكدين تمسكهم بحق العودة، ورافضين التضييقات على الفعاليات.
زيارات لعشرات القرى المهجّرة
ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد أهالي اللجون والمئات من أبناء المجتمع العربي للبلدة المهجرة، في مشهد يملؤه الحنين والإصرار على حق العودة. بدأ الزوار جولتهم بزيارة مقبرة القرية، حيث قرؤوا الفاتحة على أرواح الأجداد، ثم تنقلوا بين معالمها الخالدة: من المسجد العتيق إلى الطاحونة، مرورًا بما تبقى من شواهد على حياة نابضة ما زالت تسكن في قلوبنا.
وقال الأهالي :"في يوم العودة، نؤكد أن عودتنا ليست رمزية، بل هي عودة حقيقية إلى كل قرانا المهجّرة والمسلوبة، عودة إلى الجذور والهوية والحق الذي لا يسقط بالتقادم.لا عودة عن حق العودة".
First published: 11:49, 01.05.25