جبنة الكوتج، المنتج المرتبط بوجبات الدايت القديمة أو فطور الجدّات، عاد إلى الواجهة بقوّة غير متوقّعة، مدفوعًا بموجة وصفات انتشرت على تيك توك منذ ربيع 2023، وبلغت ذروتها في صيف 2025. من وصفات البوظة بنكهة الجبن إلى ساندويشات البيغل والصلصات، تحوّلت الجبنة المتكتّلة إلى مكوّن عصري على قوائم الطعام، خصوصًا بين الشباب الباحثين عن مصادر بروتين صحّية ومنخفضة السكّر.
تأثير الترند لم يكن افتراضيًا فقط، بل امتدّ إلى الأسواق؛ حيث ارتفعت مبيعات جبنة الكوتج في الولايات المتّحدة بنسبة 20% خلال عام واحد فقط، وفق بيانات شركة Circana. بينما سجّلت شركات أخرى زيادات أكبر، ما أدّى إلى نقص في الكمّيات المتاحة وعجز بعض المصانع عن تلبية الطلب المتزايد. بعض المُنتجين أقرّوا علنًا بأنّهم يعملون على مدار الساعة لتوفير الكميات المطلوبة، في حين بدأت شركات أخرى بتوسيع مصانعها أو بناء خطوط إنتاج جديدة خصّيصًا لهذا المنتج.
ويرى محلّلو السوق أن نجاح الكوتج اليوم لا يُعدّ "موضة عابرة"، بل هو نتيجة تلاقي عدّة اتجاهات غذائية مع الحضور القوي للمنصّات الاجتماعية. فبينما ترتفع معدّلات استهلاك مشتقّات الحليب وتُقبِل فئات واسعة على أنظمة غذائية غنيّة بالبروتين، سهّل تيك توك على المستهلكين اكتشاف وصفات تُخفّف من نفورهم التقليدي من ملمس الكوتج ، وتُظهره كمكوّن متنوّع وسهل الدمج في أطعمة حلوة ومالحة على حدّ سواء.