تقرير: مخلوف وكمال حسن يسعيان لتأجيج تمرد في الساحل السوري

كشف تحقيق لوكالة "رويترز" عن خطة تمرد يقودها من موسكو كلٌّ من اللواء السابق كمال حسن والملياردير رامي مخلوف، بتمويل ميليشيات علويّة في سوريا ولبنان، وسط صراع مفتوح على النفوذ بعد سقوط الأسد.

2 عرض المعرض
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي بوتين في موسكو في زيارة تاريخية
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي بوتين في موسكو في زيارة تاريخية
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي بوتين في موسكو في زيارة تاريخية
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
من منفاهما في موسكو، يعمل رامي مخلوف، رجل الأعمال الملياردير وابن خال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، واللواء السابق في الاستخبارات العسكرية كمال حسن، على تمويل وتشكيل ميليشيات من أبناء الطائفة العلوية لقيادة تمرد محتمل على الساحل السوري ضد الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بحسب تحقيق موسّع أجرته وكالة "رويترز".
صراع على النفوذ بين رموز النظام السابق
التحقيق الذي استند إلى مقابلات مع 48 مصدرًا مطّلعًا، أظهر أن مخلوف وحسن، وهما من أبرز رجالات النظام السابق، أنفقا ملايين الدولارات في محاولات متنافسة لبناء قوات مسلحة يصل تعدادها إلى أكثر من 50 ألف مقاتل، ولفرض السيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة تحت الأرض أقيمت في أواخر عهد الأسد، ومجهزة بأسلحة، أجهزة اتصالات، خرائط ومولدات طاقة.
وبينما يُقدَّر أن مخلوف يسيطر على شبكة من نحو 54,000 مقاتل، فإن اللواء حسن يقول إنه يقود نحو 12,000 مقاتل، معظمهم في الساحل السوري ولبنان. رغم ذلك، لم تنطلق أي عمليات فعلية حتى الآن، في ظل خلافات حادة بين الطرفين، وشكوك عميقة داخل الطائفة العلوية حيال نواياهما.
2 عرض المعرض
رامي مخلوف
رامي مخلوف
رامي مخلوف
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
الحكومة الجديدة تتحرك لاحتواء التهديد
في المقابل، دفعت الحكومة السورية الجديدة بشخصية من قلب النظام السابق لمواجهة هذا التحدي: خالد أحمد، صديق الطفولة للرئيس الشرع وقائد ميليشيا سابق انشق عن الأسد عام 2021. أحمد يعمل اليوم على تجنيد العلويين لصالح النظام الجديد، ويسعى لخلق فرص عمل وتحقيق الاستقرار في الساحل، في محاولة لإبعاد الطائفة عن مغامرات مخلوف وحسن.
وأكد محافظ طرطوس، أحمد الشامي، في حديث مع "رويترز"، أن السلطات على علم بالمخططات، وتراقب نشاطات العناصر المرتبطة بالمؤامرة، مشيرًا إلى اعتقال العشرات خلال الأشهر الأخيرة.
أبعاد طائفية وخطر انفجار جديد
التحقيق أشار إلى أن الصراع لم يعد حول استعادة الأسد، بل حول من يحكم العلويين بعده، في ظل احتقان طائفي كبير، خاصة بعد المجازر التي وقعت في الساحل في آذار الماضي، وراح ضحيتها نحو 1500 مدني علوي على يد قوات موالية للحكومة. هذه المجازر دفعت إلى احتجاجات واسعة في اللاذقية وحمص، مطالبة بالحقوق والكرامة ورفضًا لما اعتُبر "تطهيرًا طائفيًا".
توتر دولي وموقف روسي حذر
في الوقت الذي تحتضن فيه موسكو كلاً من حسن ومخلوف، إلا أن الكرملين لم يقدّم لهما أي دعم حقيقي حتى اللحظة، بحسب مصادر دبلوماسية. ويُقال إن الشرع، خلال زيارته لموسكو في تشرين الأول، طرح ملف المؤامرة مع بوتين، وحصل على تعهدات بوقف نشاط هؤلاء من الأراضي الروسية.
كما أكدت الإمارات، التي يتردد أن بعض الأموال تُحوّل عبرها، أنها ملتزمة بمنع تدفق الأموال غير المشروعة، فيما امتنعت وزارة الداخلية اللبنانية عن التعليق.