معطيات مقلقة: أكثر من ثلث الشبان العرب لا يعملون أو يتعلمون

“البيانات تعكس واقعًا متعدد الأبعاد، فمن ناحية هناك زيادة في نسبة النساء العربيات اللواتي يدخلن سوق العمل، ومن ناحية أخرى، هناك تراجع مقلق في توظيف الشباب وتوسيع الفجوات في الأجور"

راديو الناس|
1 عرض المعرض
مكتب العمل
مكتب العمل
مكتب العمل
(Flash 90)
كشفت معطيات جديدة زيادة في نسبة الشبان العاطلين عن العمل في المجتمع العربي بسبب الحرب.
ووفقا للتقرير الذي نشرته مؤسسة "الفنار" تحت عنوان "مؤشر الفنار 2024 للتوظيف في المجتمع العربي"، فإن نسبة الشبان العرب في الفئة العمرية 18-24 الذين لا يعملون ولا يدرسون ولا يتلقون تدريب مهني، قفزت من 22.3% في بداية 2023 إلى 34.5% في الأشهر التي تلت الحرب.
ويعتمد التقرير على بيانات التوظيف من داخل إسرائيل ومن العالم، وكذلك على استبيانات القوى العاملة التي أجراها مكتب الإحصاء المركزي لعام 2023، حيث ركز معدو المؤشر على التغييرات في أنماط التوظيف في المجتمع العربي خلال العقد الأخير (2013-2023).
وفي حديث لـ"راديو الناس"، قال المدير التنفيذي للفنار، حسام أبو بكر، فإن التقرير "يظهر التحديات الكبيرة التي لا يزال يواجهها المجتمع العربي في سوق العمل، إلى جانب التغيرات الإيجابية التي حدثت في العقد الأخير".
وأوضحت محررة التقرير، د. نسرين حداد حاج يحيى، أن "البيانات تعكس واقعًا متعدد الأبعاد، فمن ناحية هناك زيادة في نسبة النساء العربيات اللواتي يدخلن سوق العمل، ومن ناحية أخرى، هناك تراجع مقلق في توظيف الشباب وتوسيع الفجوات في الأجور".
وأضافت حداد حاج يحيى أن تحسين دمج السكان العرب في الاقتصاد الإسرائيلي يتطلب عملًا حكوميًا منسقًا.
النتائج الرئيسية للتقرير
انخفاض في توظيف الشباب: نسبة التوظيف بين الفئة العمرية 24-18 انخفضت من 60.7% في العقد الأخير إلى 57%، أما بين الفئة العمرية 29-25 فقد انخفضت في السنوات الخمس الأخيرة من 77.3% إلى 74.4%.
اتساع فجوات الأجور بين اليهود والعرب: اتسعت فجوة الأجور بين الرجال العرب واليهود في العقد الأخير من 66% إلى 70%. وبين النساء، اتسعت الفجوة من 54% إلى 66%.
فجوة كبيرة في التوظيف: ارتفعت في العقد بين 2013 و2023، نسبة التوظيف بين النساء العربيات من 30.5% إلى 45.6%، لكن ما زالت هناك فجوة كبيرة مقارنة بنسب التوظيف بين النساء اليهوديات، التي تبلغ 84.6%.
نسبة عالية من العاملين في وظائف ذات أجور منخفضة: حوالي ربع العمال العرب يعملون في قطاع البناء. وحوالي ثلث العاملات العربيات يعملن في قطاع التعليم، وحوالي ربعهن يعملن في خدمات الصحة، الرفاه الاجتماعي والرعاية. هناك نسبة منخفضة من العاملين في قطاعات اقتصادية ذات أجور مرتفعة مثل التكنولوجيا، الإدارة العامة والخدمات العلمية والفنية.
انخفاض الأمان الوظيفي: 13.8% من الرجال العرب يعملون من دون عقد عمل، وهو ضعف ما هو موجود بين الرجال اليهود. 47.1% منهم يقدرون أن فرصهم في العثور على عمل براتب مماثل في حال فقدان عملهم منخفضة.
انخفاض عدد المديرين: فقط 1.4% من النساء العربيات و5.4% من الرجال العرب يعملون في وظائف إدارية، مقارنة بـ 5.3% من النساء و11.3% من الرجال في المجتمع اليهودي وغيره.
ظاهرة مقلقة
يشير معدو التقرير إلى أن الشابات والشبان العرب يعانون من دمج غير كاف في سوق العمل، ويرون أن الانتقال "من الدراسة الثانوية إلى الحياة البالغة يحدث دون الدعم الذي يحصل عليه الشبان اليهود الذين يتم تجنيدهم في الجيش ويشاركون في برامج قبل الخدمة العسكرية التي توفر تدريبًا و علاقات، ونضوجًا. بينما يتعين على الشبان العرب التعامل مع انتقال حاد إلى الحياة البالغة دون تحضير كافٍ للاندماج في التعليم العالي أو في سوق العمل".
ولفت التقرير إلى أن "ظاهرة العاطلين عن العمل بين الشباب العرب اتسعت إلى أبعاد مقلقة في السنوات الأخيرة".
وذكر الباحثون أن نسبة العاطلين عن العمل بين الشابات العربيات (24-18) انخفضت في العقد الأخير، بعد أن كانت قبل الحرب في أكتوبر 2023 عند أدنى مستوى تاريخي بلغ 36.6%، لكنها ارتفعت منذ ذلك الحين إلى 42%.
في المقابل، كانت الاتجاهات بين الشبان العرب مختلفة، فبعد انخفاضها إلى 19.5% في عام 2015، قفزت نسبة العاطلين عن العمل إلى أعلى مستوى لها وهو حوالي 36% في سنوات أزمة كورونا بين 2020 و2021.
ويشير التقرير إلى أنه بعد الأزمة وحتى قبل اندلاع الحرب، كان هناك انتعاش في نسبة الشبان العرب العاطلين عن العمل، حيث انخفضت النسبة إلى 22.3%.
ووفقا لمعدي التقرير، فإن أحد الأسباب المحتملة لهذا التحسن، هو "تركيز الحلول للمجموعة الشابة في إطار القرار الحكومي 550"، الخطة الاقتصادية لتقليص الفجوات في المجتمع العربي حتى عام 2026.
ولكن منذ اندلاع الحرب، ارتفعت نسبة الشبان العرب العاطلين عن العمل بسرعة إلى 34.5%.
ويضيف التقرير أن مجموعة الفئة العمرية 24-18 هي الأكثر تضررًا من زيادة معدلات البطالة خلال الحرب، وأنه حتى يوليو 2024 لم يتم تسجيل تعافٍ. وأضاف أنه "من الممكن أن تستمر نسب العاطلين عن العمل العالية التي لوحظت أثناء الحرب لفترة طويلة".