يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل استمرار الحرب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أدى تصعيد العمليات العسكرية وإغلاق المعابر إلى تفاقم الأزمات المعيشية، مما جعل الحياة اليومية تحديًا مستمرًا للبقاء.
ومنذ استئناف الحرب في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت الغارات الاسرائيلية أكثر من 1500 شخص خلال ثلاثة أسابيع، بينما نزح حوالي 390 ألف شخص مجددا، مما فاقم من معاناة السكان المدنيين.
توقف المخابز عن العمل
وفي الأول من أبريل/نيسان الجاري، توقفت معظم المخابز عن العمل بسبب نفاد الدقيق وغاز الطهي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز بشكل كبير.
وأفادت تقارير بأن سعر ربطة الخبز (2 كجم) وصل إلى 9 شواكل، في حين قفز سعر كيس الطحين (25 كجم) من 80 شيكلًا إلى أكثر من 500 شيكل، أي ما يعادل نحو 135 دولارًا أمريكيًا.
ويستهلك قطاع غزة 450 طنًا من الدقيق يوميًا، بينما كانت المخابز تغطي 50% من احتياجات السكان.
وتعتمد العائلات على الطعام المعلب القليل المتبقي أو الطهي باستخدام الحطب، مع تقليل عدد الوجبات اليومية إلى اثنتين أو أقل.
يأتي ذلك فيما تقدّر الأمم المتحدة أن 60 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد ويحتاجون إلى علاج فوري، كما حذرت اليونيسف من أن مليون طفل يواجهون خطر المجاعة بسبب انقطاع المساعدات منذ 2 مارس/آذار الماضي.
نزوح وتدمير
ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، تأثرت 436 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة بالحرب، حيث تم تدمير 160 ألف وحدة وتضرر 276 ألف وحدة بشكل خطير أو جزئي.
كما تسببت الحرب بنزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي حوالي 90% من سكان القطاع، بعضهم نزحوا أكثر من مرة.
أما فيما يتعلق بالتعليم والدعم النفسي فهناك حوالي 660 ألف طفل خارج المدارس بسبب الحرب، فيما تقدم الأونروا برامج تعليمية ودعم نفسي في 397 مركزًا مؤقتًا، استفاد منها أكثر من 50 ألف طفل حتى الآن.
ومنذ بداية مارس/آذار الماضي، لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، مما أدى إلى تكدس آلاف الشاحنات عند معبر رفح، حيث تطالب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بفتح المعابر فورًا لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.
ويصف سكان القطاع الحياة اليومية بأنها "صراع من أجل البقاء"، وأنها باتت تعتمد على المعلبات، إذ "لا كهرباء ولا ماء ولا حتى دقيق لنخبز، ولا مفر من النزوح".
First published: 20:57, 14.04.25