كشف مصدر رفيع المستوى في منظمة التحرير الفلسطينية في حديث خاص لـ"الناس" عن أن الأنباء عن مشاركة الرئيس الفلسطيني في اجتماع قمة مع ترامب في السعودية "غير صحيح"
وبينما يترقب العالم جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط، تُثار العديد من القضايا والمسائل قبيل زيارته، ووصلت إلى حد تناقل معلومات تشير إلى نية ترامب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي تقارير تم تناقلها على محمل الجد في العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية ما دفع البيت الأبيض لنفي ذلك في تصريح رسمي.
لكنّ الجديد اليوم، هو أن ترامب سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس السوري أحمد الشرع، بينما لن يتلقي نتنياهو في زيارته ولن يزور إسرائيل، وهذا فيما لو حصل لكان قد اعتبر تطورا دراماتيكيا، لكن تبيّن أنه غير صحيح
ترامب يصل الشرق الأوسط الثلاثاء في زيارة تستثني إسرائيل
ويصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، إلى الشرق الأوسط في زيارته الثانية إلى الخارج منذ توليه منصبه، بعد حضور جنازة البابا فرانسيس في الفاتيكان. ويصل ترامب إلى المنطقة في وقت حرج، في ظل المفاوضات المباشرة مع إيران، والاتفاق مع الحوثيين الذي تم التوصل له دون علم إسرائيل ودون تحديثهم بالتطورات، كما ويصل المنطقة على وقع الأنباء عن تنازل واشنطن عن شرط حصول السعودية على نووي سلمي مقابل التطبيع مع إسرائيل
كما ويصل ترامب الثلاثاء في ظل مفاوضات متعثرة وتتسم بالفشل بين إسرائيل وحماس. ورغم ذلك - في إسرائيل يقولون إن التنسيق خلف الكواليس يتم بشكل حميم - وليس هناك أي فجوات على الإطلاق.
وكان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر - وهو من المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي عقد اجتماع عمل مع الرئيس في البيت الأبيض - وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ العلاقات بين الدولتين - حيث التقى وزير بالرئيس الأمريكي بهذه الطريقة.
ورغم أن ترامب عادة ما يحمل معه أخبارا كبيرة أينما ذهب، فإن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه من غير المتوقع أن يصدر أي تصريحات غير مسبوقة أو استثنائية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنها ببساطة لا يتوقع أن تكون في مركز محادثات الرئيس في المنطقة. ترامب، كما هو معروف، شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ويمكنه أن يدلي بتصريحات مفاجئة فجأة - ولكن في الوقت الحالي، تفضل إسرائيل النظر إلى الكأس على أنها نصف ممتلئة.
برنامج زيارة ترامب للمنطقة
وسيعقد الرئيس ترامب في مستهل زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، والتي ستبدأ من السعودية الثلاثاء، يعقد قمة اقتصادية في الرياض. وسيقضي ترامب ليلته في السعودية بحيث تنعقد الأربعاء قمة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بمشاركة ترامب.
ويسافر ترامب إلى قطر الخميس، بحيث يتوقع أن يتم مناقشة جملة من القضايا، وبالإضافة الى الاقتصاد من المتوقع أن تهيمن قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس على جدول الأعمال.
وفي يوم الجمعة، يصل ترامب الى الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي مع رئيس دولة الإمارات ومن المتوقع أن يعقد جلسات للتوصل لاتفاقيات اقتصادية استراتيجية بين البلدين
استثمارات سعودية وغياب أفق سياسي مع إسرائيل
والتقدير في إسرائيل هو أن زيارة ترامب إلى قطر لن تؤدي إلى تنفيذ خطة ويتكوف لإطلاق سراح المختطفين. وكان هناك اعتقاد بأن ترامب سيأتي إلى إسرائيل إذا تم التوصل إلى اتفاق - ولكن في الوقت الحالي، لا يبدو ذلك واقعيا من حيث الجدول الزمني. وتقدر إسرائيل أيضا أن ترامب، خلافا للتقارير الأميركية، لن يناقش البرنامج النووي المدني السعودي. كما أن التطبيع ليس محور تركيز الإدارة في الوقت الحالي، نظراً لأن المملكة العربية السعودية لم تنسق بعد موقفها بشأن القضية الفلسطينية مع السياسة الإسرائيلية - التي تنكر قيام دولة فلسطينية.
وتؤكد تقارير إعلامية صدرت سابقا أن إدارة ترامب لم تعد تشترط إحراز تقدم في المحادثات مع الرياض بشأن برنامج نووي مدني باتفاق أوسع نطاقا مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل
وبالأمس فقط، أوضح السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي أنه لا توجد فرصة لأن يعلن ترامب الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال زيارته – وذلك رداً على تقرير في وكالة أنباء مستقلة نقلاً عن مصدر لم يذكر اسمه في الخليج. وقال هاكابي "هذا هراء، حفيدي تيدي البالغ من العمر أربع سنوات هو الأكثر جدارة بالثقة".
وأكد المعلق السعودي عبد الحميد الجبين إنه يعتقد أن خطوة إدارة ترامب - التراجع عن مطلب التطبيع مقابل الحصول على سلاح نووي مدني - تنبع من الوضع الذي ترى الولايات المتحدة نفسها فيه في الشرق الأوسط. وقال إن "الرياض عارضت منذ أكثر من ثلاثة عقود المحاولات الأميركية لخلق واقع يربط التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية بالاعتراف بإسرائيل دون حلول حقيقية للقضية الفلسطينية".
ترامب، من وجهة نظره، يأتي إلى الشرق الأوسط لتعزيز السياسة الاقتصادية الخارجية للولايات المتحدة، أو بعبارة أخرى - الصفقات والاستثمارات. وتركز زيارة ترامب إلى ثلاث دول خليجية ثرية على التوصل إلى اتفاقيات اقتصادية مفيدة للاقتصاد الأميركي. ولن يزور ترامب مصر والأردن، الشريكين الاستراتيجيين للولايات المتحدة، اللذين، مثل إسرائيل، لا علاقة لهما بهذه الزيارة على وجه التحديد.
وأُبلغ الأميركيون، الثلاثاء، أن وزير الدفاع بيت هاغسث ألغى زيارته إلى إسرائيل، التي كانت مقررة مطلع الأسبوع المقبل، لأنه سينضم إلى الرئيس ترامب في رحلته إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. وقد استقبلت القدس إلغاء الزيارة بتفهم، حيث من الواضح أنه يريد أن يرافقه كبار الوزراء في حكومته في الزيارة. وأرسل هاغسث رسائل إلى إسرائيل بأنه سيصل إلى البلاد قريبًا.
كما أن إسرائيل ليست متحمسة بشكل مفرط للتقارير التي تتحدث عن "إحباط" ترامب من الحرب المستمرة في غزة، كما نقلت عنه صحيفة وول ستريت جورنال قوله، متحدثا عن "ألف عام من القتال".
وتعهد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط عندما ترشح لولاية ثانية، لكن هذا الأمر أثبت أنه أكثر صعوبة في تحقيقه مما كان يتوقعه.
وخلال زيارته هذا الأسبوع، يعتزم الأمير محمد بن سلمان تسليط الضوء على وعد المملكة العربية السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، والتزامات دولة الإمارات العربية المتحدة باستثمار 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات.
First published: 07:53, 11.05.25