تُعد البنية التحتية للطرق، بما في ذلك التصميم وجودة التعبيد والصيانة الدورية، من العوامل الأساسية في ضمان سلامة المستخدمين وتقليص نسبة حوادث الطرق. هذا ما أكدته المهندسة شهد سليمان، مهندسة مواصلات، في حديث لبرنامج "السادس" عبر راديو الناس، مشيرة إلى أن البنية التحتية الرديئة تُعتبر من أبرز أسباب الحوادث، خصوصًا في البلدات العربية.
المهندسة شهد سليمان تتحدث عن أهمية تحسين البنية التحتية
اليوم السادس مع محمد أبو العز محاميد
06:41
فجوات بين التخطيط والتنفيذ
وقالت سليمان: "في بعض المشاريع، لا يكون هناك تطابق بين المخططات والتنفيذ، ما يؤدي إلى فجوات بنيوية تُهدد سلامة السائقين. أبسط مثال على ذلك هو الأسفلت الرديء، الذي يُفترض أن يخدمنا من 15 إلى 20 عامًا، لكنه يتآكل بعد عامين أو ثلاثة، وتظهر الحفر والأسطح الزلقة".
وأضافت أن الشوارع في البلدات العربية غالبًا ما تفتقر لأدنى المعايير الهندسية، مثل التخطيط، الأرصفة، إشارات المرور، وممرات المشاة. وتابعت: "الإشارات أحيانًا تكون غير واضحة أو موضوعة في أماكن خاطئة، وأحيانًا لا تكون موجودة أصلًا. هذا نتيجة لإهمال تاريخي وتهميش في التخطيط".
توزيع الميزانيات بين البلدات العربية واليهودية
وتطرقت سليمان إلى الفجوة في توزيع الميزانيات بين البلدات العربية واليهودية، لافتة إلى أن "الرقابة المهنية على تنفيذ المشاريع ضعيفة أو منعدمة أحيانًا في بلداتنا، بعكس البلدات اليهودية، حيث يوجد طاقم رقابي مرافق لكل مرحلة من مراحل التنفيذ".
وأشارت إلى أن "المخططات غالبًا ما تُعد وفقًا للمعايير العالمية، لكن الإشكال يكمن في التنفيذ، إذ تغيب الرقابة الحقيقية على جودة العمل والمواد المستخدمة". واقترحت حلولًا عملية، من بينها الالتزام بصيانة دورية، توسيع الأرصفة والشوارع، تحسين شبكة المواصلات العامة، وإنشاء مسارات للدراجات الهوائية.
زياد صالح سائق دراجة نارية منذ 26 عامًا
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
07:29
ما بين السرعة والبنية التحتية
من جانبه، قال زياد صالح، سائق دراجة نارية منذ 26 عامًا وعضو في عدة نوادٍ للدراجات في المجتمع العربي، إن حوادث الدراجات النارية غالبًا ما تُعزى للبنية التحتية السيئة والسرعة الزائدة، مؤكدًا أن "غياب حواجز الأمان على الطرق، مثل الحواجز الحديدية المبطنة، يجعل الحوادث قاتلة".
وأوضح أن هناك مشكلة متزايدة تتعلق بقيادة دراجات غير ملائمة للفئة العمرية، حيث يقود شباب دراجات أكبر من قدرتهم القانونية والفعلية. وأشار إلى أنهم كنوادٍ يقومون بحملات توعية تشمل لقاءات مع خبراء طبيين، قانونيين، ومدربين، لتوجيه سائقي الدراجات حول السلامة.
ووجّه صالح رسالة توعوية للأهالي والشباب، قائلًا: "لا مشكلة أن يمتلك ابنك دراجة نارية، ولكن يجب أن يلتزم بالقوانين، يرتدي وسائل الحماية المناسبة، ويقود الدراجة التي تناسب قدرته وليس أكثر".
وختم قائلاً: "السلامة يجب أن تكون فوق كل اعتبار، فهناك أهل وعائلات تنتظر أبناءها بسلام، والمجتمع كله معنيّ بحماية أرواح مستخدمي الطريق".