المدارس العربية تتصدر قائمة التميّز في البجروت للعام الأخير

يشير التقرير إلى أن الفجوة التقليدية بين الطلاب العرب واليهود في نسبة الاستحقاق الكاملة للبجروت قد تلاشت تقريبًا هذا العام، في تطور يُعدّ لافتًا بعد سنوات من التفاوت الملحوظ

راديو الناس|
2 عرض المعرض
إمتحان البجروت - صورة توضيحية
إمتحان البجروت - صورة توضيحية
إمتحان البجروت - صورة توضيحية
(Flash90)
أصدرت وزارة التربية والتعليم اليوم (الثلاثاء) تقريرها السنوي تحت عنوان "الصورة التعليمية القُطرية" للمرحلة الثانوية للعام الدراسي (2024). وفق التقرير، ارتفعت نسبة الطلاب الحاصلين على شهادة بجروت كاملة من 76.3% عام (2023) إلى 76.6% عام (2024)، ما يعكس تحسنًا طفيفًا بمقدار 0.3%. ويشير التقرير إلى أن الفجوة التقليدية بين الطلاب العرب واليهود في نسبة الاستحقاق الكاملة للبجروت قد تلاشت تقريبًا هذا العام، في تطور يُعدّ لافتًا بعد سنوات من التفاوت الملحوظ.
تفوق عربي في "البجروت المتميزة" أحد أبرز معطيات التقرير تمثّل في تفوّق المدارس العربية في فئة "البجروت المتميزة" — أي الطلاب الذين حصلوا على علامات عالية في معظم المواضيع الأساسية. فقد ارتفعت نسبة الطلاب الذين نالوا شهادة بجروت متميزة من 12.4% إلى 13.1%، أي ما يعادل 16,538 طالبًا متفوقًا على مستوى البلاد.
2 عرض المعرض
مدارس عربية تتصدر قائمة البجروت في البلاد
مدارس عربية تتصدر قائمة البجروت في البلاد
مدارس عربية تتصدر قائمة البجروت في البلاد
(راديو الناس)
المدارس العربية تصدّرت القائمة - مدرسة "البشائر" في سخنين جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 81.9% من طلابها المؤهلين لبجروت متميزة.
- مدرسة "القاسمي" في باقة الغربية احتلت المرتبة الثانية بنسبة 75%.
- تلتها مدرسة "المهندسين" في هرتسليا بنسبة 74.2%. من بين عشرة مدارس رائدة على مستوى الدولة، كانت خمس مدارس عربية ، وهي ( سخنين، باقة الغربية، أم الفحم، يركا)، أما مدرسة قلنسوة كانت ضمن العشرة الأوائل في القائمة، وهو ما وصفه التقرير بأنه "مؤشر واضح على ازدياد التميّز الأكاديمي في المجتمع العربي".
تراجع بسيط في الرياضيات وفوارق واضحة بين القطاعات رغم التحسن العام، إلا أن التقرير أشار إلى فجوات كبيرة في دراسة الرياضيات المتقدمة (5 وحدات) بين المدارس والقطاعات المختلفة. انخفضت نسبة الطلاب الذين تقدموا لامتحان 5 وحدات في الرياضيات من 16.2% إلى 16.0%، بينما تحسنت نتائج اللغة الإنجليزية من 46.2% إلى 46.8%.
على رأس قائمة المدارس المتفوقة في الرياضيات المتقدمة - المدرسة الدرزية للعلوم والقيادة في يركا – بنسبة 93.8% من طلابها أنهوا 5 وحدات رياضيات، وهي نسبة غير مسبوقة. - مدرسة "المهندسين" في هرتسليا – بنسبة 83.9%. - المدرسة الدينية "توراه ومدا" في القدس – بنسبة 78.9%. التقرير أشار أيضًا إلى أن العديد من المدارس الدينية الرسمية لم تقدّم طلابها لمسار 5 وحدات رياضيات، في ظاهرة أثارت انتقادات داخل الجهاز التعليمي.
انخفاض في معدلات التسرب من المدارس إلى جانب النتائج الأكاديمية، سجل التقرير انخفاضًا في نسبة التسرب من التعليم الثانوي مقارنة بالسنوات السابقة، دون أن يقدم أرقامًا تفصيلية في هذا الجانب. ووفق وزارة التربية، فإن هذا التراجع يعود إلى توسيع برامج الدعم النفسي والاجتماعي في المدارس، خصوصًا بعد أزمة الحرب الأخيرة وتأثيراتها على الطلاب.
نظرة شاملة: "التحسن بطيء لكن ثابت" يرى معدّو التقرير أن الجهاز التعليمي الإسرائيلي يشهد تحسنًا بطيئًا لكنه ثابت في نسب التحصيل والاستحقاق، مع التأكيد على أن "التحدي الأكبر اليوم هو جودة التعليم لا كميته"، وخاصة في المواضيع العلمية الدقيقة كالرياضيات والفيزياء.
كما أوصت الوزارة بزيادة الاستثمار في المدارس العربية والشرائح الضعيفة اجتماعيًا، باعتبارها محرّكًا رئيسيًا لتحسين الأداء القُطري العام.
خلاصة: فجوة الرياضيات تبقى العنوان الأبرز رغم الارتفاع المتواضع في نسب البجروت العامة وتصدر المدارس العربية في مؤشرات التميّز، تبقى الفجوات في التعليم العلمي والتكنولوجي – وخصوصًا في الرياضيات – الاختبار الحقيقي لجهاز التعليم الإسرائيلي في السنوات المقبلة. نقطة ضوء رغم المأساة في كفر قرع تزامن نشر معطيات "الصورة التعليمية القطرية" مع المأساة التي شهدتها بلدة كفر قرع يوم أمس (الاثنين)، حيث قُتل الطالب محمد حسين مرازقة داخل المدرسة بعد تعرضه للطعن من زميل له، في حادثة صدمت المجتمع العربي. ورغم أجواء الحزن والغضب، يرى تربويون أن تفوق المدارس العربية في معطيات البجروت يشكّل نقطة ضوء وسط الظلام، ورسالة أمل في أن الاستثمار في التعليم والقيم التربوية هو السبيل الأنجع لمواجهة العنف المتصاعد داخل المدارس والمجتمع عمومًا. وأكد مسؤولون في جهاز التعليم أن هذه النتائج "تذكّرنا بقدرة جهاز التعليم العربي على الإنجاز والتفوق، رغم التحديات البنيوية والاجتماعية"، مشددين على أن التميّز التربوي يجب أن يترافق مع معالجة جذرية لمظاهر العنف، حتى تبقى المدارس مساحة للأمان والتطور لا للخطر والفقدان.