أثار تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية جدلاً واسعاً بعد أن كشف عن موجة من الهجمات العنصرية والإسلاموفوبية التي يتعرض لها المرشّح الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، زهران ممداني، على خلفية أصوله الدينية ومواقفه السياسية.
تصريحات مثيرة من كوومو تفتح الجدل
وبحسب تقرير "ذا غارديان"، فإن الحاكم السابق أندرو كوومو، الذي يخوض السباق كمستقل، صعّد من لهجته ضد ممداني خلال مقابلات إعلامية، إذ قال: "تخيلوا لو حصل هجوم مثل 11 أيلول وممداني في المنصب؟"، ليرد عليه المذيع قائلاً: "سيكون فرحاً بذلك"، قبل أن يضحك كوومو ويضيف: "وهذا بحد ذاته مشكلة".
ممداني، الذي قد يصبح أول عمدة مسلم في تاريخ المدينة، وصف تلك التصريحات بأنها "عنصرية ومقززة"، معتبراً أنها تعبّر عن "نهاية سياسية بائسة" لمنافسه كوومو.
دعم مليارديري ضد ممداني
ويشير التقرير إلى أن ممداني يواجه حملة ممولة من مليارديرات مثل بيل آكمان ورونالد لاودر، الذين تبرعوا بملايين الدولارات لمجموعات داعمة لكوومو بهدف منع فوز المرشّح التقدمي. كما انضمّ إليهم مايكل بلومبرغ ورئيس شركة "هيس"، جون ب. هيس، في دعم جهود معادية لممداني.
اتهامات بالتحريض واستخدام صور عنصرية
وفي مناظرة انتخابية أخيرة، بثّ فريق كوومو إعلاناً عنصرياً مولّداً بالذكاء الاصطناعي بعنوان "مجرمون مع ممداني"، صوّر فيه المرشّح وهو يأكل بيديه محاطاً بمجرمين، قبل أن يُحذف الإعلان لاحقاً بعد موجة إدانات، من بينها تصريح لرئيس بلدية نيويورك الأسبق بيل دي بلازيو قال فيه: "لا يمكن السماح لمن ينشر إعلاناً عنصرياً بهذا الشكل أن يحكم مدينة مثل نيويورك".
ردّ ممداني: "كل ما نريده هو المساواة"
وفي مقابلة مع قناة Pix11، قال ممداني إن التركيز على ديانته يعكس "نظرة عنصرية راسخة"، مضيفاً: "كل ما يريده المسلمون في نيويورك هو الإحساس بالمساواة والاحترام مثل أي مواطن آخر".
قراءة سياسية للهجمات
وأشارت أستاذة العلوم السياسية في جامعة بيس، لورا تامان، إلى أن الهجمات ضد ممداني "تكشف عن عنصرية واضحة تجاه المسلمين والسود"، مضيفة أن "الطريقة التي يتعامل بها ممداني مع هذه الهجمات تُظهر نضجاً سياسياً استثنائياً"، على حد تعبيرها.