رغم الجهود الإقليمية والدولية المكثفة، لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس تراوح مكانها، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين الطرفين وتصريحات متباينة من الأطراف الوسيطة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي، اليوم السبت، إنه "لا صفقة تبادل في الأفق حاليًا، والتوصل إلى اتفاق يبدو غير واقعي في هذه المرحلة"، مشيرًا إلى أن "حماس تشترط إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا كشرط أساسي للعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو رقم يتجاوز حتى ما تم الاتفاق عليه في صفقات جزئية سابقة". وأضاف المصدر أن "فرص التوصل إلى اتفاق شامل تبقى ضئيلة، رغم إمكانية العودة إلى المفاوضات في حدّها الأدنى".
زيارة ويتكوف إلى غزة وتل أبيب
وفي السياق نفسه، صرّح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال زيارته لقطاع غزة، أن "الخطة الأميركية تهدف إلى إنهاء الحرب عبر صفقة شاملة لاستعادة المحتجزين، وليس عبر اتفاقات جزئية". وأشار إلى أن "حماس أبدت انفتاحًا على مناقشة نزع سلاحها"، فيما أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ملتزم بإنهاء الحرب"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وشدد ويتكوف على أن "الحديث عن نصر غير ممكن ما لم يتم تحرير جميع الرهائن"، لافتًا إلى وجود جهود أميركية-إسرائيلية مشتركة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما يشمل الغذاء والدواء. وأضاف: "هناك صعوبات ونقص، لكن لا يوجد تجويع ممنهج، وسنرد على مزاعم حماس تمهيدًا لاستئناف التفاوض". وكان ويتكوف قد زار، يوم الجمعة، مركز توزيع المساعدات الغذائية في رفح جنوب قطاع غزة، وسط إجراءات أمنية مشددة، واطّلع على سير توزيع المساعدات والواقع الإنساني في القطاع. كما التقى نتنياهو في القدس، في محاولة لإنقاذ محادثات التهدئة ومعالجة التحذيرات الدولية من مجاعة وشيكة في غزة.
قضايا خلافية
من جانبه، كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن وجود ثلاث قضايا خلافية تُعيق التوصل إلى اتفاق شامل: أولها، مطالبة حماس بالحصول على ضمانات واضحة لتمديد وقف إطلاق النار بعد انقضاء فترة الستين يومًا المتفق عليها مبدئيًا، بما يمنع استئناف القتال فور انتهاء المهلة.
ثانيها، آلية توزيع المساعدات الإنسانية، حيث توجد تفاهمات أولية لاعتماد إدارة أممية عبر مؤسسات الأمم المتحدة، إلا أن تفاصيل فنية لا تزال قيد النقاش لضمان وصول المساعدات بأمان وفعالية إلى المدنيين. وثالثها، تتعلق بإعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، بما في ذلك الخرائط والمواقع العسكرية على الحدود، وهي نقطة لا تزال محل جدل حاد بالنظر إلى تبعاتها الأمنية والسياسية.
وأكد عبد العاطي أن مصر، بالتنسيق مع كافة الأطراف، تواصل بذل جهود مكثفة لتضييق الفجوة بين المواقف، وصولًا إلى اتفاق يُفضي إلى تهدئة مستدامة ويضع حدًا لمعاناة المدنيين في غزة.