تواجه المؤسسات الإعلامية الكبرى في إسرائيل أزمة متفاقمة تهدد بقاءها، وسط تسريحات جماعية، نزيف مالي، وتغييرات ملكية غامضة، ما يضع مستقبل الإعلام الإسرائيلي برمّته على المحك.
تسريحات جماعية في "واللا": تدهور داخلي وشعور بالانهيار
شهد موقع "واللا"، أحد أبرز المواقع الإخبارية الإسرائيلية، موجة تسريحات مفاجئة شملت أكثر من 12 موظفاً في أقسام التسويق والإنتاج والتصميم. وفق مصادر داخلية، فإن إدارة الموقع، المملوكة لرجل الأعمال الي عزور، تنوي إغلاق هذه الأقسام ضمن خطة تقشف تقضي بتقليص 10% من عدد العاملين البالغ نحو 200 موظف. موظفون بالموقع أكدوا أن "المكان ينهار، والموظفون يشعرون بعدم يقين بشأن مستقبلهم"، في ظل غياب رؤية واضحة من الإدارة الجديدة التي تولت مهامها منذ بداية العام.
أزمة ملكية في "ريشت 13": صفقة مشبوهة ومخاوف من الإفلاس
في سياق موازٍ، أعلنت قناة "ريشت 13" عن صفقة لنقل الملكية إلى مديرها الحالي اميليانو كلمزوك، رغم غموض يلف هوية المستثمرين المفترضين الذين سيكملون الصفقة. هذا الإعلان يأتي في ظل نزيف مالي حاد يهدد القناة، التي سجلت خسائر تشغيلية تجاوزت 118 مليون شيكل عام 2024. كما تعاني القناة من موجة استقالات طالت صحافيين بارزين وانخفاض في نسب المشاهدة.
انهيار الهيكلة في شركات الأخبار: صراعات على التعيينات وتدخلات سياسية
الوضع في قسم الأخبار داخل "ريشت 13" ليس أفضل حالاً، مع تعثّر تعيين مدير دائم للقسم بسبب خلافات داخل مجلس الإدارة، وادعاءات بتدخلات غير مهنية، منها مطالبة بإقصاء صحفيين مؤثرين مثل رافيف دروكر. هذا الصراع يعكس أزمة أعمق في قدرة المؤسسات الإعلامية على الحفاظ على استقلالها التحريري وسط الضغوط الاقتصادية والسياسية.