غاب زياد الرحباني عن عمر ناهز التاسعة والستين عامًا، تاركًا ارثًا موسيقيًا ومسرحيًا كبيرًا. ابن فيروز وعاصي، استطاع أن يخلق ثقافة موسيقية ونقدية جديدة وابداعية، وأخذ بيد فيروز "الاسطورة" وجعلها بموسيقاه "انسانة" تحب وتشتاق وتسأل: كيفك انت؟
لم تعرف اسباب وفاة زياد الرحباني، لكن لا يهم، فإن الغياب مؤكد وكل الطرق تؤدي الى ذلك الخبر الحزين: في صبيحة يوم السبت، توفي أحد أهم عباقرة الموسيقى في زماننا، زياد الرحباني. الملحن والعازف والكاتب والممثل الذي ادخل لونًا جديدًا على الموسيقى العربيّة، يغيب عن الساحة الثقافية قبل موعده. فصاحب "عودك رنان"، و "انا مش كافر" لم يكن مجرد موسيقي، بل كان ثقافة جمعت عبقرية الموسيقى، وذكاء الكلمات والقدرة الاسطورية على النقد والساتيرا.
2 عرض المعرض


زياد وفيروز من تدريبات أحد العروض الغنائية
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
زياد المُجدّد
ولد زياد عاصي الرحباني في بيروت بتاريخ 1 كانون الثاني (يناير) 1956، في بيت فنيّ استثنائي، والده الموسيقار الكبير عاصي الرحباني، ووالدته السيدة فيروز. بدأ العزف على البيانو في سن صغيرة، وقدم أول ألحانه لفيروز عندما كان في سن ال 17 عامًا. درس الموسيقى والبيانو بشكل أكاديمي. استطاع زياد أن يضفي تجديدًا على أعمال الرحابنة، الذين قدموا فيروز كرمز، كامرأة جبلية، وطنية وتقترب من الأسطورة، لكن زياد بألحانه وكلماته وتوجهه الموسيقى جعلها أقرب إلى الناس، وركز على الجانب الإنساني منها وجعلها تغني كأنها امرأة حقيقية: تحزن، تشتاق، تُخذل، وتشرب وتشرب قهوة. وكانت اغنية كيفك انت علامة فارقة على هذا الوضع. موسيقيًا ادخل زياد أدخل أنماطًا غربية (جاز، بلوز، بيانو ،ساكسفون). واستخدم التوزيع الموسيقي بذكاء، وابتعد عن الأوركسترا الكلاسيكية الرحبانية.
تعاون زياد الرحباني مع فنانين اخرين، غير فيروز والرحابنة موسيقيًا، فقد عمل الى جانب جوليا بطرس، اميمة الخليل، لطيفة التونسية، سامي حواط، جوزف صقر.
أعماله المسرحية
زياد الرحباني أسّس لنوع جديد من المسرح في لبنان والعالم العربي: المسرح السياسي الساخر والناقد. تركّزت مسرحياته على نقد السلطة و الطائفية والحرب الأهلية. من أهم مسرحياته: سهرية (1973، نزل السرور (1974)، بالنسبة لبكرا شو؟ (1978)، فيلم أميركي طويل (1980)، شي فاشل(1983) لولا فسحة الأمل (1994) بخصوص الكرامة والشعب العنيد (1993).