"مهزلة سياسية ردا على المظاهرات" | ردود فعل منددة لزيارة بن غفير إلى أم الفحم

اقتحام بن غفير لحيّ في أم الفحم يثير غضب الأهالي واتهامات بمحاولة تغطية سياسات الهدم 

1 عرض المعرض
بن عفير في أم الفحم
بن عفير في أم الفحم
بن عفير في أم الفحم
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر)
لا زالت ردود الفعل الغاضبة والمتواصلة تتصاعد إزاء اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأحد، حيّ المحاجنة في مدينة أم الفحم، وسط حماية أمنية مشددة وانتشار مكثف لقوات الشرطة والوحدات الخاصة عند مداخل ومخارج المدينة.
الصحفي سعيد محاجنة: بعض أوامر الهدم تشمل عوائل مؤلفة من 20 شخصا
المنتصف مع فرات نصار
03:47
واستنكرت بلدية أم الفحم هذه الخطوة، مؤكدة أنّها تمت "دون أي تنسيق مسبق أو إعلام للجهات الرسمية في المدينة"، ووصفتها بأنها "محاولة بائسة لتغطية سياسات الهدم والتضييق على أهلنا، تحت ذريعة إنفاذ أوامر الهدم للبيوت غير المرخّصة".
وقال الصحافي سعيد محاجنة في حديثه لـ"راديو الناس": "ما جرى لم يكن مجرد زيارة، بل عملية استفزاز واضحة. فقد سلّمت الشرطة أوامر هدم وتهجير قسري لعائلات بأكملها، ومنحتها مهلة 30 يوماً فقط للإخلاء، وإلا ستواجه اقتلاعاً قسرياً من بيوتها"، مشيراً إلى أن "الأمر يشمل عمارة يسكنها نحو 20 شخصاً، إلى جانب 6 أو 7 أوامر هدم أخرى لمنازل قائمة منذ عقود، بعضها بُني عام 1965".
وأضاف محاجنة: "الأهالي يوضحون أنهم دفعوا مبالغ طائلة للحصول على تراخيص منذ أكثر من 35 عاماً، ورغم ذلك تُواجَه منازلهم اليوم بقرارات هدم. كما قامت الشرطة بإغلاق الطرق المؤدية إلى أحياء المحاجنة والمحميد وأخرى في المدينة، في مشهد يُظهر استعراض القوة أكثر من إنفاذ القانون".
وخلال جولته، صرّح بن غفير بأن ما يجري يندرج ضمن "استعادة الحكومة الرشيدة وتطبيق القانون بعد ثلاثة عقود من الإهمال"، على حد تعبيره، لكن هذا التصريح قوبل باستنكار واسع من الأهالي وأعضاء بلدية أم الفحم الذين اعتبروا الاقتحام "استفزازياً" ومتصلاً بالمظاهرات ضد الحرب على غزة التي تشهدها المدينة مؤخراً.
وأشار محاجنة إلى أن "العديد من الأهالي يربطون بين الاقتحام والمظاهرات شبه اليومية التي تُنظم في أم الفحم، سواء يوم الجمعة أو في الأيام الأخيرة، احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة". وأكد أن القوى المحلية تخطط لتنظيم مظاهرة جديدة عند مدخل المدينة مساء اليوم، رفضاً لسياسة الهدم وللاقتحامات المتكررة.

رئيس بلدية أم الفحم: اقتحام بن غفير استفزاز سياسي

ومن جهته، أكد د. سمير محاميد، رئيس بلدية أم الفحم، أن الاقتحام الذي نفذه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لحي المحاجنة جاء دون أي علم مسبق من البلدية، مشيراً إلى أن العملية لم تكن زيارة عادية بل مهزلة سياسية، كما وصفها.
رئيس بلدية أم الفحم: اقتحام بن غفير استفزاز سياسي
المنتصف مع فرات نصار
03:59
وقال د. محاميد في حديثه لـ"راديو الناس": "لم نكن أنا أو أي شخص في البلدية على علم بهذا الاقتحام، حتى قائد الشرطة لم يكن على علم بأن الوزير سينفذ هذه الخطوة"، مضيفاً: "للأسف، يبدو أن هناك أوامر من فوق تُنَفَّذ لأغراض سياسية، وهذا ما يفسر طريقة عمل الوزير اليوم، الذي لم يأتِ لإعلان أي خطة لمحاربة الجريمة، بل لتوزيع أوامر هدم على بيوت بُنيت قبل عقدين أو أكثر".
وأوضح رئيس البلدية أن الأوامر تشمل أيضاً التلاعب بالرخص والإجراءات القانونية، قائلاً: "الأهالي دفعوا جميع الضرائب المستحقة، ومع ذلك بعد مغادرة الوزير، جاء المسؤولون للاعتذار عن الخطأ. هذه عملية استعراض سياسي بامتياز، وهدفها واضح، خاصة مع التغطية التي ينشرها الوزير عبر منصات التواصل الاجتماعي".

"استهداف مباشر للمجتمع العربي بأسره"

وأشار د. محاميد إلى أن الهدف من هذه السياسات هو استهداف المجتمع العربي بشكل عام، موضحاً: "كل أجندة هؤلاء مبنية على كراهية العرب، سواء كانوا في أم الفحم أو أي منطقة عربية أخرى".
كما ربط رئيس البلدية الاقتحام الأخير بتفاقم مظاهرات الاحتجاج ضد الحرب على قطاع غزة، وقال: "المظاهرات في أم الفحم كانت سلمية وحق مشروع للقانون، تعبر عن رأي المجتمع العربي داخل إسرائيل وخارجها".
وعن عدد البيوت المهددة، أفاد د. محاميد: "الأوامر تفوق المئة بيت، بعضها مخطط وبعضها غير مخطط، ونحن لن نتنازل عن حماية أهلنا وحماية هذه البيوت". وأشار إلى أن المجلس البلدي سيجتمع اليوم الساعة الخامسة مساءً لمناقشة الإجراءات والقرارات اللازمة لدعم الأهالي وحماية ممتلكاتهم.