أعلنت هيئة دبي الرقمية عن إطلاق مبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة، تتمثّل في إنشاء أول أسرة إماراتية افتراضية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى إيصال الرسائل الحكومية والمعلومات التوعوية إلى الجمهور بطريقة إنسانية مبسّطة، بعيدًا عن الأساليب التقليدية الرسميّة.
المبادرة، التي تأتي ضمن استراتيجية دبي للتحوّل الرقمي، انطلقت بالكشف عن أول أفراد الأسرة الافتراضية، وهي شخصية "الفتاة"، التي ظهرت في مقطع فيديو قصير على منصّات التواصل الاجتماعي، مرتدية الزيّ الإماراتي التقليدي بلمسة معاصرة. ولقد تمّ تصميم الشخصية لتكون ودودة وقريبة من الأطفال والعائلات، بحيث تخاطب الجمهور بأسلوب لطيف وسهل، خصوصًا فيما يتعلّق بمواضيع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية المتوفّرة في دبي.
وأوضحت "دبي الرقمية" أنّ هذه الشخصية الأولى ستكون بداية لعائلة رقمية متكاملة ستضمّ لاحقًا شخصيات تمثّل الأب والأم والأخ، ستتخصّص كلّ منها في تقديم نوع معيّن من المعلومات أو الرسائل التوعوية، وفقًا للفئة المستهدفة؛ بحيث يشكّلون معًا نموذجًا رقميًا متكاملًا لأسرة إماراتية افتراضية. فمثلًا، قد تتولّى الأم شرح خدمات الصحة أو التعليم، بينما يقدّم الأب معلومات تتعلّق بالخدمات الحكومية العامة، ويظهر الأخ في مواضيع موجّهة لليافعين والشباب.
الفكرة الجوهرية من المشروع هي تحويل الخدمات الرقمية إلى محتوى قريب من الناس، يمكنهم فهمه والتفاعل معه بسهولة. فبدلًا من نشر منشورات رسمية أو نصوص تقنيّة قد تكون معقّدة للبعض، ستقوم الشخصيات الافتراضية بشرح نفس المعلومات بلغة يومية، وبسيناريوهات واقعية من الحياة العائلية، ما يجعل الرسائل الحكومية أكثر وضوحًا وارتباطًا بثقافة الجمهور.
ومن اللافت في هذه المبادرة إدراج عنصر التفاعل المجتمعي، حيث دعت "الفتاة" أفراد المجتمع للمشاركة في اختيار اسمها من بين ثلاثة خيارات ("دبي"، "ميرة"، أو "لطيفة")، في محاولة لخلق شعور بالملكية الجماعية للمشروع.
تأتي هذه المبادرة بالتوازي مع دخول دبي قائمة أفضل خمس مدن عالميًا في تبنّي تقنيّات الذكاء الاصطناعي، وفق مؤشر Counterpoint Research لعام 2025، حيث حلّت في المرتبة الرابعة عالميًا، متقدّمة على ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، لتكون المدينة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط ضمن المراتب العشر الأولى.
كما تنسجم هذه الخطوة مع تجارب مشابهة في المنطقة، مثل إطلاق شخصية "فضّة" في الكويت عام 2023، وهي أوّل مقدّمة أخبار تعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم العربي؛ بالإضافة إلى ما طُرح مؤخرًا في "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025" من توقعات بشأن استخدام "نسخ رقمية للموظفين" بحلول عام 2027 – وهي شخصيات افتراضية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أداء موظفين حقيقيين في بيئات العمل بهدف تنفيذ مهام روتينية بشكل تلقائي، ما يُتوقّع أن يُعيد تشكيل طبيعة العمل وتوزيع الأدوار الوظيفية مستقبلًا.