انتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو استثنائي يوثق لحظة نادرة لتصدع قشرة الأرض خلال زلزال قوي بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر ضرب ميانمار أواخر مارس الماضي. وقد التقطت هذه المشاهد المذهلة كاميرا مراقبة تابعة لمحطة طاقة شمسية تديرها شركة "جي بي إنرجي"، حيث أظهرت اللقطات انشقاق الأرض وانزلاقها بشكل دراماتيكي في الوقت الفعلي للزلزال.
عادةً ما يتم توثيق آثار الزلازل على الأرض بعد وقوعها، لكن هذا المقطع يعتبر من المرات القليلة التي يتم فيها تصوير لحظة التشقق نفسها أثناء الهزة، مما أثار دهشة الخبراء والمتابعين على حد سواء.
الزلزال، الذي سجل على عمق سطحي نسبياً يبلغ نحو 10 كيلومترات، تسبب في مقتل آلاف الأشخاص وتشريد عدد كبير من السكان، كما أدى إلى تحرك بعض المناطق لمسافة تجاوزت 6 أمتار بفعل القوة الهائلة التي تولدت عند خط الصدع النشط.
الخبيرة الجيولوجية ويندي بوهون، علقت على الفيديو بقولها إن المشاهد كانت صادمة بالنسبة لها، إذ أظهرت تعقيد الظواهر الطبيعية مقارنة بما هو متوفر من نماذج محاكاة رقمية أو تجريبية. بينما وصف الجيوفيزيائي ريك أستر التسجيل بأنه أفضل توثيق بصري لتصدع أرضي شامل ناتج عن زلزال كبير بهذا الحجم.
الصدع المعروف باسم "ساجينغ"، الذي يمتد على أكثر من 1400 كيلومتر داخل ميانمار، يُعد أحد أكثر الصدوع نشاطاً في جنوب شرق آسيا، حيث يُمثل الحد الجغرافي بين صفائح تكتونية متقابلة الاتجاه. وقوع الزلزال بالقرب من مناطق مأهولة مثل مدينة ماندالاي زاد من حجم الكارثة، مما جعل هذا الحدث الزلزالي من بين الأشد والأكثر دماراً في تاريخ البلاد منذ أكثر من قرن.