1 عرض المعرض


البروفيسور عبد العزيز دراوشة والدكتور صالح يعقوبي
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
كشفت بيانات حديثة عرضت في مؤتمر مديري الأقسام الباطنية التابع لجمعية الطب الباطني الإسرائيلية عن فجوة مقلقة في معدلات النجاح بامتحانات التخصص بين أطباء يعملون في مستشفيات مركز البلاد وأولئك في الضواحي، حيث يتضح أن نسبة النجاح في المرحلة الأولى من الامتحان تصل إلى أكثر من 80% في المركز، مقابل 27% فقط في مستشفيات الضواحي.
في المرحلة الثانية من الامتحان (الشفهي)، استمر هذا التفاوت مع نسبة نجاح بلغت 93.5% في المركز مقابل 64.5% في الضواحي. وتُعزى هذه الفجوة إلى عدة أسباب، منها ضعف البنية الأكاديمية في بعض مستشفيات الأطراف، والاكتظاظ في الأقسام الداخلية، وانخفاض فرص التدريب السريري المتقدم.
ب. دراوشة: خلط مقلق في التعريف بين المركز والضواحي
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:49
ب. دراوشة: خلط مقلق في التعريف بين المركز والضواحي
وفي حديث خاص لبرنامج "غرفة الأخبار" عبر راديو الناس مع الزميلة عفاف شيني، قال بروفيسور عبد العزيز دراوشة، رئيس لجنة امتحانات الطب والترخيص في وزارة الصحة:"التقرير يخلط بشكل مقلق بين المركز والضواحي. مستشفيات مثل كابلان، فولفسون، الشارون وغيرها تقع فعليًا ضمن منطقة تل أبيب الكبرى، وليست جزءًا من الضواحي كما ورد في التحليل. هذا الخلط يسبب بلبلة ويشوّه الواقع."
وأضاف دراوشة:"الفروقات لا تتعلق فقط بالجغرافيا، بل بعمق المنظومة التعليمية والإشراف الأكاديمي. هناك مستشفيات في الضواحي، مثل سوروكا، تحقق نسب نجاح أعلى من مستشفيات في المركز. وهذا يؤكد أن الفجوة تعود إلى نوعية التدريب والتعرض السريري، وليس فقط إلى الموقع الجغرافي."
د. صالح يعقوبي: الطبيب في الضواحي لا يتعرض لجميع الحالات
من جانبه، أشار د. صالح يعقوبي، اختصاصي الطب الباطني وخريج ألمانيا والولايات المتحدة، إلى أن السبب الجوهري للفروقات هو تفاوت حجم "الانكشاف السريري" بين مستشفيات المركز والضواحي، قائلًا:"في مستشفيات المركز، يتعرض الأطباء لحالات معقّدة ومتنوعة خلال التخصص، ما يمنحهم أفضلية واضحة في الامتحانات، خاصة الشفهية التي تتطلب تجربة مباشرة مع المرضى."
وأضاف:"في المقابل، بعض مستشفيات الضواحي لا تتيح هذا الانكشاف الكامل، ما يحد من قدرات الطبيب في فهم وتطبيق المعرفة السريرية. كما أن غياب ورشات العمل والتعليم المستمر خلال التخصص يزيد من التحديات."
د. صالح يعقوبي: الطبيب في الضواحي لا يتعرض لجميع الحالات
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:24
إصلاحات محدودة وغياب الرؤية الاستراتيجية
تُظهر المعطيات الرسمية أن نحو 72% من الأطباء الجدد في إسرائيل هم من خريجي جامعات خارجية، 32% منهم من كليات غير معترف بها، ومعظمهم من أبناء المجتمع العربي، ما يزيد التحدي أمام منظومة التدريب في الأطراف.
وقال ب. دراوشة:"لم تكن هناك خطة وطنية جادّة لسد الفجوة منذ عقود. الإصلاحات المتفرقة، مثل تقليص ساعات المناوبات، لم تُطبق بشكل متساوٍ ولم تثبت تأثيرًا حاسمًا."
ويؤكد مختصون أن غياب بنية تعليمية قوية في بعض مستشفيات الأطراف، إضافة إلى نقص الكوادر الأكاديمية وتدني فرص الإشراف والتقييم المستمر، يؤدي إلى ضعف تحضير الأطباء لامتحانات التخصص.
دعوات لتغيير جذري
في ختام الحوار، دعا كل من دراوشة ويعقوبي إلى إطلاق خطة استراتيجية متكاملة تضمن تكافؤ الفرص في التعليم الطبي والتخصص، وتحسين بيئة التدريب في الضواحي، عبر تطوير البنية التحتية التعليمية، وتعزيز التعليم العملي، وضمان الانخراط الكامل للطبيب المتدرّب في العمل السريري والأكاديمي.
الرسالة واضحة: إن لم يُعاد النظر جذريًا في آلية إعداد الأطباء وتوزيع الموارد، فإن الفجوة بين المركز والضواحي لن تُردم، بل ستتسع، على حساب جودة العلاج ومستقبل الجهاز الصحي في البلاد.